رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

الممالك الخرى كلها كانت بعيدة عن البقاء كثيرا، وتحتاج أشهرا عدة من السفر. لكن إصرار


ريان على إثبات نفسه جعله يفعل المستحيل ويتوجه إلى هذه الممالك، فرغم بعدها الشديد أصر


على زيارتها والتجار معها. أحاط بالبقاء جنوبا بحر الشرعة وهو بحر كبير، وأقرب مملكة إلى


البقاء في هذا البحر هي مملكة الودعاء. أما شمال فيقع البحر الرمادي وهو أضخم من بحر


الشرعة بكثير، وفي أقصى شماله تقع سلطنة القَدْمَاء وهي أضخم دولة سمع بها أهل البقاء. كما


يقع في البحر الرمادي جزيرة النوار الصغيرة. وقد قرر المير ريان زيارة هذه المناطق الثلث


فراسل ملك كل منها، وأعلمه نيته زيارة مملكة كل واحد منهم، لتطوير العلقات التجارية بين


البقاء وبين المملكة المعنية، ولمعرفة ما ينقص تلك الممالك من البضائع المتوفرة في البقاء،


ولمعرفة ما لدى كل مملكة منها من بضائع تنقص أهل البقاء. فما وجد من ملوك هذه الممالك سوى


الترحيب والتشجيع والحث على زيارتهم.


***


بعد ما يزيد على العام بشهرين تقريبا، أتت الزبير فكرة رغب بإعلم الملك بها. توجه إلى


غرفة النوم الخاصة بالملك، فوجده جالسا على الكراسي الثمينة في الغرفة، وبجواره الملكة.


فقال الزبير وهو ينظر إلى الملك: تحيتي، يا مولي.


فقال الملك: أهل بالغالي.


ثم نظر الزبير إلى الملكة وقال: كيف حالك، يا أمي؟


فقالت: بأتم خير، وكيف حالك، يا بني؟


فرد: أنا بخير، أماه.


وقد اعتاد منذ إعلن المملكة مناداتها ب "أمي" وهي اعتادت مناداته ب "بني".


تحادث الزبير والملك والملكة، وسأل الملك والملكة عن حال الزبير وآخر أخبار أهله والكثبة،


في حين بادلهم الزبير السؤال عن حال المير والميرة وسائر أفراد العائلة المالكة.


مضى وقت إلى أن قال الزبير: أريد أن أحادثك في مسألة معينة، يا مولي.


ابتسمت الملكة، وقالت برزانة: أنا سأغادر؛ لترتاحوا وأنتم تتحادثون.


فقال الزبير فورا: ل، أمي. ابقي معنا.


فردت: أنا ل أحب أن أتدخل في أمور الحكم.


فرد الزبير: وجودك ليس تدخل؛ فل شيء نخفيه عنك على الطلق.


فقالت: من تدخل فيما ل يعينيه لقي ما ل يرضيه، أيها الزبير.


قامت الملكة وغادرت الغرفة.

Free download pdf