رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

فقال عاصم فورا: يجب أن أذهب إليه فورا.


"ل" قال الزبير، وأضاف بالهدوء ذاته: الملك أخبرني أنه ل يريد أن يزعجه أحد في غرفته؛


لنه يريد أن يرتاح. وطلب مني أل يدخل عليه أحد، بمن في ذلك جللة الملكة وسمو الميرة، وأي


أحد حتى أنا.


ثم أضاف بخبث: لقد أصررت على البقاء بجواره، وليذهب الحفل إلى الجحيم، لكنه رفض ذلك


كليا وأخبرني أن الحفل يجب أن يتم!


هدأ عاصم قليل بعد كلم الزبير، وصدقه في كل كلمة قالها؛ فالزبير بات منذ زمن بعيدا قريبا


جدا من الملك كابنه المير تماما، وربما أكثر!


جلس عاصم، وبعدها قال الزبير بخبث أكبر: مهما بلغت حلوة الحياة، ل بد وأن ينغصها شيء


ما! نحن نعد لهذا الحفل منذ زمن، وأردناه أن يكون كامل، والن لن يحضره أهم شخص في


المملكة، وفي قلوبنا جميعا! أخاف أن يظن من سنكرمهم وبالخص القوياء الثلثة والقائد جاسما


أن الملك – لسبب ما – تعمد عدم المجيء.


فقال عاصم ببراءة قد تصل حد السذاجة مطمئنا جليسه: ل... ل... ل أظن ذلك. فالكل يعرف أن


جللة الملك ل يفعل مثل هذه التصرفات، وحتى لو غضب أو استاء من أحدهم، فإنه يواجهه


مباشرة، ول يلجأ لمثل هذه الساليب الملتوية. كما أنه لم يحدث شيء بين والدي أو القوياء الثلثة


من جهة وجللته من جهة، حتى يظن أحدهم أن الملك تعمد التغيب عن الحفل.


تنهد عاصم، ثم قال: وبإمكانك بعد الحفل، أن تقترح على جللة الملك، أن يرسل رسالة لكل


واحد منهم، يعلمهم فيها أسفه على عدم الحضور، ويبين فيها سبب ذلك.


فقال الزبير بقمة الخبث: ما أعظم فكرتك! كيف لم تخطر على بالي؟!


ثم أضاف: علي أن أذهب الن للستعداد للحفل... أراك قريبا.


تبادل الرجلن عبارات السلم، وغادر الزبير المكان. وامتنع عاصم عن الذهاب لحفل التكريم؛


لن الملك سيظل بالقصر، وعاصم منوط به حماية الملك.


***


كان يوما صيفيا يمتاز بطقس معتدل رائع كأغلب أيام صيف المعتزة، إذ أشرقت الشمس في كبد


السماء، لكنها لم تكن حارقة بأشعتها وإنما أضفت جوا جميل مناسبا لي احتفال. بدأ الحضور


بالتوافد على الساحة جنوبي قصر الضيغم لحضور حفل التكريم. وقد أسند الزبير مهمة تنظيم


الحفل لداهية الكثبة. وكلما حضر أحد من الحضور، أرشده الداهية إلى مكان جلوسه المختار بعناية


من قبل أن يبدأ الحفل.


تكونت الساحة من مدرج مبني من حجارة بيضاء نقية ثمينة تسر الناظرين، بحيث يرتفع كل


صف من صفوف المدرج عن الصف الذي أمامه، وقد امتاز المدرج بالضخامة وأنه يسع عددا

Free download pdf