laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
هائل من الحضور. وأمامه وجدت منصة مرتفعة عن سطح الرض مصنوعة هي الخرى من
الحجارة البيضاء ذاتها، وتطل على المدرج، ولكنها لم ترتفع كثيرا عن سطح الرض وإنما بعلو
معقول، وقد فصل بينها وبين المدرج مسافة ليست بالقليلة ول بالكبيرة. واحتوت المنصة كراسي
حمراء كبيرة مصنوعة من القماش الفاخر، وعل المنصة قوسان مطليان بالذهب الخالص.
وبعد أن وزع داهية الكثبة الحضور، جلس القوياء الثلثة متجاورين وجلس على يمينهم
مباشرة قيس وعلى يسارهم مباشرة سهيل، وخلفهم مباشرة جلس داهية الكثبة وعدد من شيوخ
قبائل الكثبة. وكانت الغالبية العظمى من الحضور في المدرج من كبار قادة الكثبة وأقوى فرسانها،
إضافة لعدد من وجهاء الجيش والدولة.
أما المنصة فجلس على الكرسي الرئيس فيها الزبير، وعلى يمينه مباشرة جلس قائد الجيش
جاسم، وخلف الزبير على يمينه ويساره وقف هلل والقرط – على الترتيب-، وعلى مسافة قريبة
على يمينهما وقف بيدق، فهؤلء ظِلّ الزبير الذي ل يفارقه. وفي المنصة كذلك جلس كبار قادة
الجيش إضافة لوزراء الدولة.
سأل جاسم الزبير متعجبا عن سبب غياب الملك، فكذب الزبير قائل إن الملك يعاني من وعكة
طفيفة، وانطلت الخدعة على جاسم.
وهكذا اكتمل الحضور، وزينوا المنصة والمدرج، حيث اتسم مشهدهما بالجمال والروعة
واللق. وابتهج جميع الحضور بهذا الحفل الطيب.
تقدم أحد موظفي الدولة على المنصة، وقال بصوت عال في الحضور: والن يلقي خطاب
التكريم، الوزير الول، فخامة الوزير الزبير.
عندها وقف الزبير من مقعده وتقدم إلى المام على المنصة. اتسم المشهد أمامه بالهيبة، وحتى
خلفه كانت الهيبة أكبر بوجود قائد الجيش وكل هؤلء الرجال من قادة الجيش والوزراء، لكن ذلك
أبدا لم يؤثر في الزبير قيد أنملة.
وبدأ الزبير خطاب التكريم، إذ قال بصوت جهوري واثق قوي، بصوت عال صدح في كل
أنحاء الساحة، وسمعه كل من في المدرج، بل وعدد ممن كانوا في أنحاء القصر القريبة: يا قوم،
السلم عليكم.
فبدأ الحضور من خلف ومن أمامه يردون التحية عليه، فلما هدؤوا أكمل الزبير: حللتم أهل،
ووطئتم سهل. أنتم اليوم ضيوف الملك قصي الذي يرحب بكم في بيته الذي هو بيتكم. أهل بكم في
هذه الجَمْعَةِ المباركة، وهذا اليوم المبارك. وللسف، كما عودتنا الحياة، كل شيء جميل ل بد وأن
ينغصه ولو خدشا صغيرا. وللسف، أصيب اليوم جللة الملك بوعكة صحية بسيطة جدا، منعته
من القدوم إلى الحفل، رغم توقه الشديد للقاء بأحبابه وأبنائه وإخوته، ورغم أنه يشعر بشرف
عظيم، لنه اليوم كان من المفترض أن يكرم بنفسه رجال يتشرف أنهم جزء ل يتجزأ من مملكته.
ولهذا، فإن الملك أرسل معي أشد العتذار منكم جميعا ل سيما ممن سيكرمون اليوم. وإن الملك