رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

وبعد مدة ليست بالقصيرة، هدأ القوم، وطفقوا يجلسون، فلما جلسوا وهدؤوا جميعا، أكمل


الزبير: وقد ساهم بدور بارز - لوله لما نجحت الثورة على الطلق – رجال عظماء. وربما


انشغلنا قليل بعد تحرير البقاء وإعلن المملكة بأمور تنظيمية، أجلت تكريما يعد شيئا بسيطا جدا


مقابل الجهود الجبارة التي أدوها إبان الثورة وقبلها وبعدها. اليوم نتشرف بحضور قائد الجيش


والقوياء الثلثة بيننا. هؤلء الرجال العظام الذين لم تشهد البشرية مثيل لقوتهم العظيمة في القتال


وشدة بأسهم، ول لوفائهم وصدقهم، ول لعملهم وإخلصهم. هؤلء الذين لولهم لماتت الثورة في


رحم مخيلة من فكر بها وخطط لها، لكن وجودهم بيننا هو من جعلها تبصر الحياة.


وأضاف الزبير وهو يشير بيده اليمنى بقوة، بصوت بطيء عال جدا واثق جدا ل تردد فيه:


ولهذا كله، ل بد من تكريمهم.


وعندها زاد جاسم في تحريك رأسه تأييدا لكلم الزبير.


وأكمل الزبير وهو يشير بيده اليمنى بقوة أكبر، وبصوت أعلى وأكثر ثقة: واليوم سيلقون


التكريم الذي يستحقونه.


وفجأة والزبير لم يكد ينطق الحرف الخير، التف واستل خنجره الذهبي، وهجم بسرعة هائلة


جنونية على القائد جاسم، وطعنه بخنجره في عنقه في الشريان السباتي، فبدأ الدم يفور غزيرا في


كل مكان، كأنه عين تنبجس من باطن الرض وتفور نحو السماء لتمل كل ما يحيط بها، حتى مل


الدم الحمر القاتم ذراعي الزبير ولباسه، وعنق جاسم ولباسه وما أحاط به من كراسي وطاولت.


لكن الزبير لم يتوقف وعاد وطعن جاسما في المكان ذاته ثلث مرات. كانت سرعة الزبير في هذا


كله جنونية جدا! أما جاسم فتعابير وجهه فتكاد ل يمكن وصفها، اتسعت عيناه أقصى اتساع، ولم


يستطع في هذه الفترة القصيرة استيعاب ما حدث، وأنه يتعرض لخيانة من أكبر الخيانات في


التاريخ.


العبارةشكلتوفي هذه الثناء، لم يكن الزبير اللعب الوحيد الذي يتحرك في اللعبة. لقد


الخيرة التي قالها في الخطاب الشارة المتفق عليها بينه وبين أعوانه للبدء بتنفيذ مخططهم.


وحالما انتهى من قولها وبدئه بعملية قتل جاسم، نهض قيس وساعده أحد قادة الكثبة الذين وراءه،


واستلوا خناجرهم وبدؤوا يطعنون صلحا بقوة وعنف وأكثر من مرة، وفي الوقت نفسه وبتناغم


وتناسق وتزامن ل مثيل لهم، نهض سهيل وعاونه أحد قادة الكثبة من ورائه، وطفقوا يطعنون


المعتصم بالطريقة نفسها، وبالتناغم والتناسق والتزامن عينهم نهض داهية الكثبة من وراء بهاء،


وعاونه اثنان من قادة الكثبة الذين كانا يجلسان على يمينه ويساره وأنشؤوا يطعنون بهاء بالطريقة


نفسها. في اللحظة التي بدأ فيها الزبير يطعن جاسما، اندهش القوياء الثلثة دهشة لم تمر عليهم


قط – رغم شدة بأسهم وقوة أجسادهم وأفئدتهم –. وهكذا قُتِلَ القوياء الثلثة بغتة، كان منظر


الدماء الغزيرة وهو يسيل من أجسادهم مفزعا مرعبا. صحيح أن القوياء الثلثة كانوا القوى


جسديا على الطلق في البقاء، بل ربما في الممالك الثلث، صحيح أن قوتهم وشجاعتهم فاقت


حتى تلك التي لدى الزبير ولدى أقوى فرسان البقاء كالمغيرة. لكن التاريخ لطالما علمنا أن الكثرة


تغلب الشجاعة، وليست الكثرة وحدها ما يغلب الشجاعة، أليس الغدر بغالبها كذلك؟!

Free download pdf