laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
لهذا كله توجه الشيخ عامر إلى عاصمة البقاء المعتزة، وقابل الملك هزبرا وأعلن ولءه له. وقد
رحب الملك بذلك أيما ترحيب، وأغدق الموال على الشيخ –كما توقع وأمل-، ومع مرور الزمن
بات الرجلن صديقين، وزاد حب الشيخ للملك أضعافا.
***
ظلت العلقة تشتد بين الملك هزبر والشيخ عامر، حتى تحول المر إلى صداقة، وبات في قلب
الشيخ حب عظيم للملك الكريم عليه الوفي له. ولكن المر لم يدم طويل؛ فقد وقعت الحرب المقيتة،
وغدر الملك خلدون ملك ياقوتة بالملك هزبر، فارتكب مجزرة قتل فيها الملك وجل أهله. وانهارت
مملكة بقاء، وهجمت عليها مملكتا ياقوتة والهيجاء بعد اتفاق مسبق مبطن بين ملكيها.
لقد كانت صحراء الكثبة في الجزء الغربي الجنوبي من مملكة البقاء، على حدودها مع مملكة
الهيجاء. وفي الحرب المقيتة وبعد مقتل الملك هزبر وجل أهله، قرر الملك هزيم ملك الهيجاء
الهجوم على الجزاء الغربية من مملكة البقاء، ومنها صحراء الكثبة.
ولما علم الشيخ عامر بمقتل الملك هزبر، وبالطريقة التي اغتيل فيها، في مجزرة بشعة ملؤها
الغدر والخبث، حزن حزنا هو العظم في حياته كلها.
أرسل ملك الهيجاء فيلقا كبيرا من جيشه لحتلل الكثبة وإخضاع قبائلها، وعسكر الفيلق بالقرب
من الكثبة. وقد ضم ما يقرب الخمسين ألف مقاتل.
فلما علم الشيخ عامر بهذا، أسرع في طلب شيوخ القبائل الموالين له جميعهم، ليحضروا إلى
أرض قبيلة السد.
أتت الوفود إلى أرض قبيلة السد تنفيذا لمر الشيخ. وقد أولم لهم وأكرم ضيافتهم، فدعاهم إلى
اجتماع طارئ ل يمكن تأجيله.
اجتمع الشيوخ ووجهاء قبائلهم، ووجهاء قبيلة السد في بيت الشيخ عامر، وحضر الجتماع
الشيخ وحفيداه دريد والزبير.
قال الشيخ عامر: أهل وسهل بكم، أيها الكرام.
تنهد بألم وأسى، ثم أضاف: يا قوم، ل بد وأنكم تعلمون أن ملك الهيجاء أرسل لنا فيلقا ضخما
ليحتل الكثبة.
وكما تعلمون أنا شيخ يقر بالشورى، ول يكتفي برأيه دون آراء من حوله. يا قوم، أشيروا علي
ماذا نفعل.
جعل الحضور ينظر بعضهم إلى بعض، وبدؤوا يتحادث بعضهم مع بعض، وعلت أصواتهم،
حتى قال أحد الشيوخ: يا قوم... ثم قال بصوت عال حتى ينصتوا إليه: يا قوم.
نظروا جميعا إليه.