laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
فقال الزبير: إن لم تغادري فورا، فسأسجن والدك عاما كامل.
غضبت حورية كثيرا، وحل لون أحمر فاقع مكان البياض الناصع في وجهها، وبرزت العروق
في عنقها، واشتعلت نار حامية بداخلها، وأحست بقهر ل مثيل له.
ثم غادرت إلى غرفة النوم الخاصة بها وبالزبير، وتبعها عكرمة.
أكمل الزبير اجتماعه مع عامل الدولة، ولما فرغ ذهب إلى غرفة النوم الخاصة به، فوجد
حورية جالسة على إحدى الكراسي، وهي تحترق غضبا.
تعمد الزبير أل يحييها؛ لنه لم يكن راضيا عن تصرفاتها.
قالت حورية بتحدّ: كيف تجرؤ أن تحادثني هكذا؟!
"أحادثك كما أشاء" قال الزبير بهدوء بالغ، زاد النار التي بداخلها.
ثم توجه إلى إبريق به عصير، وجعل يسكب العصير منه بهدوء في كأس بغية الشرب منه،
وهدوؤه من جديد أضرم النار في صدرها.
ثم قالت: أنا ند لك... عليك أن تفهم هذا جيدا.
"ل لست كذلك" قال الزبير، ثم ارتشف من العصير.
"بلى، وأعظم منك حتى" ردت حورية.
ابتسم الزبير باستهزاء، وقال: ل يوجد من هو أعظم مني بالعالم كله. وليس الن فحسب، بل في
التاريخ كله.
نظر الزبير بغضب وحِدّة إليها، وقال: اسمعيني جيدا، ل أريد أن أهينك، يا حورية. إما أن
تخضعي لي برضاك، أو سأخضعك لي رغما عن أنفك.
"خسئت" قالت وقد اتسعت عيناها أقصى اتساع. ثم صرخت: طلقني الن.
فقال بهدوء: نحن البدو، ل طلق عندنا.
ارتشف من العصير، ثم أضاف: لدينا، يجب أن تخضع المرأة للرجل. هذا ل يعني أن يهينها أو
يذلها... أنتم أهل المدن، ل سيما أمثالك المترفين، يظنون أن أهل الصحراء بدو همج رعاع يهينون
نساءهم، لكن هذا غير صحيح. لقد عاش جدي ما يقرب السبعين عاما، وعاش أبي ما يزيد على
ثلثين عاما، وكلهما لم يمس امرأة في حياته بسوء. وأنا لم أمس امرأة، ولن أمس امرأة في حياتي
بسوء. ولن أرضى أن يقال إني أضرب زوجتي.
"تقطع يدك إن فعلت" قالت فورا بغضب.
غضب الزبير من كلمها.