laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
فمنذ اللحظة الولى خشيه الطفلن. هذا الرجل كان يخاف منه أعند الملوك، وأكثر الفرسان
العلوج قوة وشدة، فما بالك بطفلين أكبرهم عمره عشر سنوات؟! ل سيما مع تعابير وجهه القاسية
التي تخيف حتى الحجر، وطريقة تعامله مع من حوله، وما حدث من البداية من مناكفات بينه وبين
أمهم. والذي زاد الطين بلة أنهم عرفوا أنه هو السبب في الفراق بين والديهم. كلما دخل عليهما،
سواء أكانا يتحادثان أم يلعبان ويركضان أم يحادثان أمهما أم غير ذلك، التزما الصمت فورا،
ونظرا في الرض بحزن وخوف.
كل هذا جعل الزبير يحزن حزنا عظيما، ل سيما أنه عرف جيدا أنه السبب في التفرقة بين أب
وابنين، وثلثتهما لم يسئ أي منهم إليه!
***
غادرت حورية وابنيها إلى دار أهلها دون إذن الزبير، وظلت هنالك شهرا كامل.
"ألم أحذرك من مغادرة قصري دون إذني" سألها الزبير لما عادت.
فما كان ردها إل: افعل ما يحلو لك.
قابلها الزبير بالصمت، لكنه وعد بداخله أن يقتص منها.
بعد ذلك حضرت اجتماعين مع الزبير، وتحدثت في كل الجتماعين دون إذنه.
مما زاد من حنقه تجاهها.
أما القشة التي قسمت ظهر البعير، فهي مغادرتها إلى أهلها من جديد وبقائها هنالك أسبوعين
دون إذنه.
ولما عادت، دخل عليها الزبير وهي في غرفة النوم الخاصة بهما، وبجوارها عكرمة، وخادمتها
زمردة.
"لقد طفح الكيل معك" قال الزبير، وهو ينظر إليها بعينيه الحادتين القاسيتين.
وبينما هو ما زال واقفا قال: أخبرتك... نحن ل يضرب رجالنا نساءَنا... لكنّ الزبير دائما لديه
حل لية مشكلة... هذا ما ستتعلمينه الن.
فردت بتحدّ: افعل ما بدا لك.
صفق الزبير بيديه.
وسرعان ما دخل الغرفة سبعة جنود ألقوا القبض على عكرمة، الذي لم يتهور ويحاول
المقاومة، وأخذوه إلى غرفة في القصر احتجزوه فيها.
فوقفت حورية، وصرخت: ماذا أنت فاعل؟!