laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
وخالجها وزمردة شعور بالخوف.
وسرعان ما اقتحمت الغرفة ست نسوة أحضرهم الزبير من قبيلة السد، وجميعهن ترتدين
أثواب نساء الكثبة التي يلبسنها حين يخرجن أمام الرجال الغرباء. كان الثوب أبيض اللون يغطي
الرأس والجسد، بينما يحيط به عباءة سوداء تغطي الجسد والرأس، في حين ل يبين من الثوب
البيض إل أطرافه وقبته.
أمسكت النسوة بالملكة حورية بعنف وقسوة، حاولت أن تقاوم، وحاولت زمردة مساعدتها، لكن
ابنة المدينة الرقيقة وجاريتها الضعيفة لن تقدرا لنساء البادية القاسيات.
أخذوها غصبا عنها وبدؤوا يجرونها بقوة، حاولت المقاومة هي وزمردة، لكنهما فشلتا، وجعلت
تصرخ كالمجنونة: اتركوني... اتركوني... أيها الزبير الوقح، سأجعل أبي يوبخك.
وبينما أخرجنها، صرخت زمردة بخوف ورعب: مولتي.
جرّت النساء الملكة في شتى أنحاء القصر، وهي تقاوم وتصرخ بجنون، بينما تبعهم الزبير
بهدوء مطلق، وهو يضع يديه خلف ظهره إحداهما فوق الخرى.
وكلما مروا بجزء من القصر، نظر إليهم الخدم والحرس، لكنهم سرعان ما أشاحوا بنظرهم،
خوفا من غضب الزبير إذا ما تدخلوا في شأنه الخاص.
وبعد مسير طويل، بدأت النسوة والملكة والزبير بنزول أحد الدراج، حتى نزلوا تحت الرض،
فوجدوا زنزانة حقيرة صغيرة تحيط بها القضبان، وبين الزنزانة والدرج غرفة خصصت لجلوس
من يحرس السجين، وفي الغرفة كرسي بُنّيّ له ثلث سيقان.
كانت الزنزانة قذرة جدا، رائحتها عفنة تشمئز لها البدان.
أدخلت النسوة حورية داخل الزنزانة ثم خرجن، حاولت اللحاق بهن، لكن إحداهن قذفت بها
بعيدا، فسقطت حورية على الرض ذليلة مهانة، والنار بداخلها تتضرم.
وفي هذه الثناء، كان الزبير قد أغلق باب الزنزانة، وقفل الباب بالمفتاح.
ووسط هذا المشهد، وبينما استلقت حورية بجسدها المثير، بذل على أرض الزنزانة، قال الزبير
– وهو والنسوة بالغرفة خارج الزنزانة-: المهندس الذي بنى هذا القصر رجل مبدع ل مثيل له.
وضع يديه إحداها فوق الخرى خلف ظهره، وبدأ بالسير في الغرفة، ثم أكمل: ومن علمات
نبوغه، بناؤه لسجن داخل القصر، رغم أن هذا ليس من المور العتيادية في القصور... لكنه
رجل ذكي؛ لنه أدرك أنه – أحيانا – يسكن القصور أناس ل يستحقون إل السجون.
وبينما الزبير يضع يديه خلف ظهره، نظر إلى زوجته بعينيه الحادتين، وسأل: من سيدك؟! إما
أن تقولي "أنت" أو ستقيمين هنا أبد الدهر.