laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
ولما رأياه تكرر كل شيء يحدث كل مرة.
"كيف حالكما؟" قال الزبير.
لم يرد الطفلن، فأضاف الزبير: هيا معي، سنذهب في رحلة.
قاد الزبير جمعا يضم الطفلين وعددا كبيرا من الحرس يشملون النسور السوداء، إلى مزرعة
كبيرة في المعتزة.
وهي مزرعة دهماء من كثرة الشجر والنباتات، امتازت بجمال خلب. ووُجِدَ فيها إسطبل
للخيول.
وفجأة أمر الزبير سائس الخيول في المزرعة أن يحضر حصانين معينين.
كان الول فرسا بيضاء، والثاني جوادا أسود اللون.
نظر الزبير إلى الطفلين، وقال لهما: هذه الفرس البيضاء لكِ، يا زبيدة. وذلك الجواد السود لك،
يا حسن. سنأخذهما معنا إلى قصر الكثبة. وبإمكان كل منكما ركوب جواده، متى ما شاء، وأينما
شاء.
نزل الطفلن عن جواديهما بسرعة، وركض كل منهما إلى جواده الجديد، ولول مرة تصرف
الطفلن بعفوية أمام الزبير القاسي، وأخيرا انكسر الجليد.
جن جنون الطفلين، وقال حسن مخاطبا أخته - وهو يفتح فاه وعينيه على أقصى اتساع-:
انظري إلى الجواد، ما أجمله! إنه حتى أجمل من جواد أبي.
وقالت الفتاة وهي فرحة مبتسمة: انظر إلى هذه الفرس! ما أجملها! سأسميها ثلجاء، لشدة
بياضها.
فقال حسن، وهو فرح أقصى الفرح: وأنا سأسمي جوادي المغوار.
وهكذا ابتهج الطفلن ابتهاجا ضخما، زرع ابتهاجا أضخم بكثير في قلب الزبير.
وركب كل منهما جواده الجديد، وجعل يقودان جواديهما في المزرعة صحبة الزبير – وهو
على جواده- دون الحديث معه.
ومرة عدة أيام، جلب بعدها الزبير أكبر هدية تلقاها الولدان في حياتهما.
إذ أدخل معه شيئا لم يرياه من قبل.
دخل الزبير ومعه شبل أسد صغير جدا، عمره عدة أشهر.
خافت زبيدة كثيرا أول ما رأته وركضت إلى ركن في الغرفة، وجعلت ترتجف خوفا من الشبل.