laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
بعد مدة، اندفع حسن نحو الزبير، واحتضنه. فنزل الزبير على ركبتيه وبادل حسنا الحضان.
فقال حسن، وأحدهما يحتضن الخر: شكرا.
فقبله الزبير.
واقتربت زبيدة، وقالت: شكرا.
فحضنها الزبير، وقبلها.
تلك اللحظات كانت من أسعد لحظات حياته على الطلق.
ومن ذلك اليوم، غدا الزبير صديقا للطفلين، وباتا يحبانه ويعتبرانه ملجأ لهما، ومصدرا
لسعادتهما وفرحتهما.
وبعد أيام، وبينما الزبير يجالسهما في غرفتهما، سأل: لم كنتما ل تحبانني؟!
احمرت وجنتا كل منهما خجل وإحراجا.
ثم استجمعت زبيدة قوتها وقالت: كنا نخاف منك.
"لم؟!" تساءل الزبير.
"الجميع يخاف منك" قال حسن بعفوية وصراحة كبيرة بالنسبة لعمره الضئيل.
خالج الزبيرَ مزيجٌ متناقض من الفرحة والحزن، الولى؛ لن أعداءه يخشونه، والثاني؛ لن
كثيرا من المقربين منه خافوه.
"ولكن أنتم أبنائي!" قال الزبير.
"نحن أبناء المغيرة" باغت حسن الزبير بجوابه الذي حمل في طياته جرأة، وصراحة أحزنا
الزبير كثيرا.
تنهد الزبير ثم قال: حسن، أنا مثل عمكم.
ومنذ ذلك اليوم طفقوا ينادونه ب "عمي".
ثم أضاف الزبير: وأبوكم صديقي.
استغرب الطفلن كلمه، ونظرا في الرض.
ثم قالت زبيدة: لكنك دمرت العلقة بين أبي وأمي.
تفاجأ الزبير من ردها؛ فلم يكن يعتقد أنهما يعرفان تفاصيل ما جرى.
ثم قال: ل... هذه إشاعات... أحيانا ل يتفق الزوج والزوجة فقط. وهذا ل يعني –بالضرورة- أن
أحدهما أو كلهما سيئ.