laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
سكت قليل، ثم أضاف: والمغيرة صديقي... وهو أشجع رجل قابلته في حياتي، ليتكما شاهدتماه
وهو يقاتل كالوحش في المعارك التي خضناها... ولوله ما حدثت الثورة، ولوله ولول الثورة ما
غدوت ملكا... ل أستطيع ذكر التفاصيل؛ هذه حكاية طويلة جدا جدا وذات شجون.
فرح الطفلن كثيرا؛ بسبب مدح أعظم رجال البقاء لبيهما.
لقد اتسم الزبير بالذكاء الشديد، وقد تعمد مدح أبيهما، ليلعب بنفسياتهما ويكسب محبتهما.
"ولكنك آذيت أمنا!" باغته حسن بالسؤال؛ فالزبير ظن أنهما ل يعرفان باحتجازه لها.
نفى الزبير: ل، لم أوذِها.
فقال حسن: ولكنها الن في السجن!
فرد الزبير: ل، هذه أكاذيب... هي فقط سافرت وستعود قريبا.
ثم قال: لطالما تمنيت أن يكون لي ابن من صلبي. وكلما مر الوقت، نمت أمنيتي أكثر وأكثر...
وقد وهبني ال إياكما، إلى أن أنجب – من أمكما – ابنا من صلبي، يكون أخا لكما ول أفرق بينه
وبينكما.
فرح الطفلن كثيرا بكلم الزبير.
ومرت اليام، وفي إحدى جلساته معهما، قالت زبيدة: عمي...
خافت قليل، لكنها سرعان ما أكملت: نريد رؤية أبينا.
فقال حسن: السيف والخيول والشبل والهدايا، كلها جميلة... ولكننا نريد رؤية أبينا.
تنهد الزبير بعمق وحزن، ثم قال: ولكنني وعدت أمكما أل يحدث هذا... وأنا رجل ل يكسر
وعوده مهما حدث، إل للضرورات القصوى.
أغمض الزبير عينيه وتذكر ما فعله بالملك الهارب وزوجته الملكة، بعد أن وعدهما بالوفاء
المطلق، وحزن لنه اضطر لكسر وعده لهما.
"أرجوك" قال حسن بوجهه وصوته البريئين.
انكسر قلب الزبير من هذا.
وقالت زبيدة: اعتبر ذلك ضرورة قصوى... وأمنا لن يصيبها ضير إن حدث ذلك.
ومنذ تلك اللحظة بدأ الزبير يتفكر بعمق في طلبهما.
***