laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
مع مرور اليام، ظل المغيرة يشرب ويشرب الخمور، حتى برزت كرشه كثيرا، وأمسى
ضعيفا، وباتت حالته يرثى لها. صحيح أن ما فعلته طليقته والزبير به آلمه كثيرا، وأن فقدانه لمتع
جسدها أغضبه، إل أن أكثر ما أحزنه هو فراق أبنائه.
وبعد طلب الطفلين لقاء أبيهما، ما انفك الزبير يفكر في المسألة حتى قرر كسر وعده لحورية،
وقرر السماح لهما بلقاء أبيهما.
احتاج الزبير رجل يجيد المفاوضة جيدا، ليفاوض المغيرة بخصوص لقاء الطفلين؛ فقد خشي
الزبير إن أرسلهما للمغيرة، أن يخفيهما الخير في مكان ل يعرفه إنس ول جان، وبالتالي سيظهر
الزبير أمام حورية بمظهر الضعيف الخائن الذي أضاع ابنيها.
ومن خير من داهية الكثبة لمثل هذا؟!
وبسرعة توجه الداهية مع عدد كبير من الجنود إلى الفيحاء، ووصل دار المغيرة.
ولما علم المغيرة بمقدمه، غضب كثيرا؛ لنه من طرف الزبير الذي سلب منه كل شيء.
خرج المغيرة إلى غرفة الضيوف في داره، ومعه عدد كبير من مقاتليه، فوجد الداهية ومعه
خمسة جنود.
وهكذا امتلت الغرفة بالمقاتلين الذي استعد بعضهم لفتراس بعضهم الخر، لو صدر من إحدى
الطرفين غدر تجاه الطرف الخر.
وبينما ظهر العبوس واضحا على محيا المغيرة، قال بغضب وبنبرة جافة قاسية مخاطبا الداهية:
ما الذي أتى بك؟!
ابتسم الداهية ابتسامته الصفراء الخبيثة، وقال: ما أتى بي إل الخير.
"أي خير يأتي من أمثالك وأمثال سيدك؟!" هكذا فكر المغيرة، وشعر أن هنالك مكيدة ما حبك
الزبير خيوطها، وأرسل داهيته لتنفيذها.
ثم أكمل الداهية: ابناك...
فقاطعه المغيرة صارخا، وقد ارتعش قلبه خوفا: ماذا حدث لهما؟! وال لو مسهما سوء، لقتلنك
والزبير وكل من معكما، ولدمرن البسيطة على أهلها.
زادت ابتسامة الداهية الصفراء اتساعا، ولم يعر كلم المغيرة أية قيمة؛ فقد علم جيدا أنه ل
يستطيع فعل أي شيء مما ذكر.
رد الداهية: ل تخف... ل تخف... زبيدة وحسن بخير... لقد أصرا على الزبير أن يلقياك... وفي
النهاية وافق الزبير.