رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

فرح المغيرة كثيرا، في حقيقة المر كان هذا أسعد شيء حدث في حياته، لكأنه سيقابل امرأ


عزيزا عاد من الموت، ولكنه خشي أن تكون هذه مصيدة يسعى الزبير من خللها لتصفيتها.


سأل المغيرة: وكيف أعلم أن هذه ليست خدعة من الزبير؟!


فأجاب الداهية: ل شيء يمكن أن يؤكد لك أنها ليست كذلك.


"وكيف يكون اللقاء؟" سأل المغيرة، وفورا أتبعه بسؤالين من شدة توقه للقاء أبنائه: ومتى؟


وأين؟


ابتسم الداهية، وأجاب: يكون اللقاء في القلعة بالشيمية، يوم الثنين القادم صباحا.


تنهد المغيرة، وقد اطمئن قلبه، وقال: حسن.


"ولكن" قال الداهية، وأتبع: هنالك شروط للقاء.


توجس المغيرة خيفة من المر، وسأل: وما هي؟


فقال الداهية: الزبير وعد حورية بالحفاظ على أبنائها، ويخشى إن أذن لك بلقائهما أل تعيدهما،


لذلك يحتاج لضمانات تؤكد له عودتهما.


"وما هي؟!" سأل المغيرة.


فأجاب الداهية: الزبير يريدك أن ترسل له أخاك مسعودا، ليحتجزه إلى حين تعيد الطفلين إليه،


فيعيد لك أخاك سالما معافى.


ومسعود هذا هو أخو المغيرة الصغير، الذي أحبه الخير بجنون، ولم يكن ليسمح لحد بإيذائه.


مما دفع المغيرة ليقول: مستحيل، لن أضحي بأخي.


فقال الداهية بهدوء وثقة تتعجب لهما الدنيا كلها: أيها المغيرة، هذه ليست بتضحية... وحتى لو


اعتبرتها كذلك، فالحياة ل بد فيها من تضحيات... ما مصلحة الزبير من قتل أخيك أو إيذائه؟! كما


أنك تعرف جيدا أن الزبير لو أرادك – أو أخاك – مقتول، لكنت مقتول منذ زمن بعيد. الزبير منذ


بداية ما حدث بينكما، لم يرد أي احتكاك بينه وبينك؛ لنه ما يزال يعتبرك صديقه، ول يريد


خسارتك ول خسارة الفيحاء... كل ما يريده الرجل هو إسعاد الطفلين، اللذين غدا يعتبرهما ولديه


وأعز من أولده.


تفكر المغيرة جيدا في كلم الداهية، ووجد أنه منطقي جدا، واقتنع به.


نظر المغيرة بحذر إلى الداهية الماكر، ووافق بلهفة كالمجنون قائل: حسن أنا موافق.


وفي صبيحة يوم الثنين توجه المغيرة صحبة أخيه مسعود، وعدد هائل من المقاتلين، إلى قلعة


الشيمية. والشيمية هذه مدينة قليلة السكان، بها قلعة أثرية مهجورة ضخمة يعود بناؤها إلى مئات


السنين، وتحمل حجارتها شجونا وأحزانا وانتصارات كثيرة من تاريخ البقاء. وقد كان كثير من

Free download pdf