رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

فقالت زبيدة: نعم، نحبها.


وقال حسن: كثيرا... كثيرا.


فجن جنون المرأة التي كادت – خلل إقاتمها الطويلة في الزنزانة – تتشقق شوقا لبنيها.


وجعلت تصرخ بأعلى صوتها: زبيدة... حسن.


فتردد صدى صوتها في تلك الزنزانة المظلمة القذرة تحت الرض، دون مجيب.


بعد يومين نزل الزبير إلى الزنزانة المعتمة وهو يحمل شمعة مضيئة.


جلست حورية – في تلك الثناء- في ركن الزنزانة حيث التقاء الحائط مع القضبان، فأسندت


ظهرها للحائط.


جلس الزبير بجوارها من الجهة الثانية، خارج القضبان، وأسند ظهره للحائط، ثم وجه شمعته


نحو وجهه، فرأته حورية، فسأل الزبير باستهزاء واستخفاف: هل اشتقت لي؟!


فصرخت حورية فجأة، وهمت تهاجم الزبير بيديها، إل أنه قام بسرعة، وغادر الغرفة، وهي


تصرخ: سأقتلك... سأقتلك، أيها الحقير...


ولما فشلت كل هذه الطرائق، منع الزبير الماء عن زوجته يومين، ثم نزل إليها ومعه شمعة


مضيئة، وجهها بحثا عن حورية، فوجدها جالسة تسند ظهرها إلى الحائط، وهي تسند رأسها


ويديها على ركبتيها المرفوعتين عن الرض، وهي تخبئ رأسها بين كفيها.


أدرك الزبير أنها غدت محطمة نفسيا، وأن اللحظة حانت، فقال: من سيدك؟... قولي أنت.


رفعت رأسها وأغمضت عينيها ألما وذل وانهزاما، وقالت وهي مغمضة العينين غارقة في الذل


ملطخة به: أنت.


وأخيرا انتصر الزبير، وسرعان ما فتح الباب، وأمسك بها من يدها بنعومة، وساعدها على


الوقوف.


فمد ذراعيه جانبا، ثم قال: أهل بزوجتي من جديد.


ثم احتضنها بقوة، بينما ظلت مرخية ذراعيها على جانبي جسدها.


ثم تركها، وقال: أقسم لك، إنني لم أعتزم إذللك... وإياكِ أن تظني أن الزبير يفعل ذلك مع


زوجته... ولكن فقط أردت أن أعلمك كيف تحترمين زوجك، حتى تكوني من الزوجات الصالحات.


لم تستطع في تلك اللحظة أن تغضب أو أن تحقد أكثر عليه، رغم أنها أرادت ذلك من صميم


قلبها؛ وذلك لن نفسيتها كانت محطمة مكسورة.

Free download pdf