رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

التي تلهب أفئدة الرجال - في هذه المرة كانت تجلس بحزن مطأطئة رأسها تنظر إلى الرض،


وهي تشبك يديها إحداها بالخرى، والحزن والذل باديان عليها.


لما رأى منيب كل هذا، انفجر صارخا: ما بالك؟!...


ثم نظر إلى الزبير، وقال بالسلوب نفسه: ما بال ابنتي؟! ماذا فعلت بها؟!


"لم أفعل بها شيئا" قال الزبير، وأكمل: ابنتك بخير... بل بأفضل حال، هي ملكة البقاء بأكملها.


"ما بك، يا ابنتي؟!" سأل الب الحزين بلهفة.


نظر الزبير- ببرود أعصاب وهدوء مستفزين لمنيب – إلى زوجته، وسأل: هل فعلت لك


شيئا؟!... هيا أخبري والدك الحقيقة.


فصرخ الب بغضب: أجيبي، يا حورية.


ظلت حورية صامتة، وعم الصمت في اللقاء زمنا كثيرا، وفجأة بخجل وبصوت خافت جدا،


قالت حورية والحزن يعلو وجهها: ل.


ثم دمعت عيناها.


بعد أن رأى منيب كل هذا، صرخ مخاطبا الزبير: ماذا فعلت بابنتي؟! أين ذهبت حورية؟!


عندها وقف الزبير، وقال: سأترككما الن وحدكما، فل أحب التدخل بشؤونكم العائلية الخاصة.


كان كلمه مستفزا، ثم رحل – أيضا – رحيل مستفزا، وظل منيب وابنته معا وحدهما.


حزن الب حزنا كبيرا، وتأكد أن الشاعات صحيحة. ابنته لطالما اتسمت بالقوة ولطالما دمرت


كل خصومها، وكانت أقوى من الرجال، وهذا ما سعى إليه منيب منذ صغرها، واعتبره أكبر


إنجاز في حياته. وحينئذ انهارت وأصبحت شيئا أو مخلوقا ضعيفا هشا.


توجه منيب إليها، واحتضنها، فأجهشت بالبكاء واحتضنته، وجعل يحاول تهدئتها وطمأنتها.


***

Free download pdf