الفصل الثاني عشر
"يب أن يُقتل"
(( 43 ))
مر ما يزيد على أحد عشر عاما على النقلب على الملك الهارب. خللها عانى الكل في البقاء،
وشعر الجميع بالحزن، حتى الملك ذو الندب المنتصر على جميع خصومه لم يسلم من كل هذا.
ففي عصر يوم من اليام، توجه الزبير إلى حديقة كبيرة جميلة جدا في قصر الكثبة، مليئة
بالورود بمختلف أنواعها وألوانها، وقد أشرف عليها منسق زهور هو الفضل في البقاء كلها.
وجد الزبير بانتظاره زبيدة وحسن، ووجد طفلين: روان ذات الثماني سنوات وعامرا ذا الربع
سنوات، وقد اندفعوا جميعا عندما رأوه لتحيته، وتبادل الحضان معهم واحدا واحدا. وروان
وعامر هذان هما ابنا الزبير من صلبه أنجبتهما له حورية.
حورية تلك التي جلست وحيدة في الحديقة في ذلك اللقاء مكسورة وحزينة على كرسي ناءٍ،
وهذا حالها دوما بعد ما فعله بها الزبير، فحول حياتها لعذاب مقيم وألم كل يوم بل كل لحظة، فدوما
تذكرت ما فعله بها، لقد رغبت بالنتقام بكل قوة، لكنها في النهاية استسلمت كليا، وسلمت له
جسدها ونفسها وأبناءها الربعة وبات هو المر الناهي؛ فقد دمرها الزبير شر تدمير من الداخل
وقضى على شخصيتها وكيانها.
وهكذا سلم الزبير على زبيدة وحسن بالحرارة نفسها التي سلم بها على روان وعامر؛ فهو لم
يفرق بينهم مع أن الخيرين من صلبه.
سألت روان: كيف حال أبي العزيز؟
"بخير، وكيف حال أجمل فتاة بالعالم" قال الزبير.
"بأتم حال" أجابت روان.
ثم حمل الزبير ابنه الصغير عامرا في حضنه وطفق يداعبه. وقد سماه على اسم أكثر شخص
أحبه في شبابه، جده عامر. وبعد أن ولد عامر الثاني، أعلنه الزبير وليا للعهد لكامل مملكة البقاء.