laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
الزبير كان مذهول مصعوقا في تلك اللحظات بعد مقتل جده، ووجد نفسه يركض مع أخيه دريد
هاربا من أرض المعركة.
***
"لماذا لم أقاتل حتى النهاية، حتى الموت كما فعل جدي؟!" جعل الزبير يتفكر منذ اللحظة التي
وافق فيها على اقتراح أخيه بالفرار من أرض المعركة.
"كيف تركتُ قتلة جدي أحياء وفررت منهم؟!" فكرة أخرى طفقت تدور في باله، إذ شعر
بالعار؛ لنه هرب من قتلة جده ولم يقتص منهم، ولنه لم يذهب إلى جده ويدافع عنه في اللحظات
الخيرة من حياته.
منذ اللحظة التي قتل فيها الشيخ عامر، ندم الزبير لنه أشار عليه بقتال فيلق مملكة الهيجاء،
ولم نفسه على مقتل جده، ومنذ اللحظة نفسها، قرر الزبير أنه ل بد وأن يثأر لجده من قتلته، ولو
بعد ألف عام.
دريد والزبير كلهما فر من أرض المعركة على جواده مسرعا، ولما ابتعدا، ظل دريد مسرعا،
في حين تباطأ الزبير، وقاد حصانه بذل وهو مطأطئ الرأس.
فلما لحظ دريد ذلك، عاد إلى أخيه، وبينما هما على جواديهما، أمسك دريد كتفي الزبير،
وصرخ: ل وقت الن للحزن والندم.
ثم أضاف صارخا: علينا أن نرحل قبل أن يلحقوا بنا، علينا أن نصل إلى نسائنا وأطفالنا
وشيوخنا وننجو بهم، ل مجال الن للضعف.
كان الزبير كالغاطّ في النوم، وكلمات أخيه أيقظته، فانطلق الثنان مسرعين نحو أرض السد.
ولما وصل هناك، خرج إليهما القلة القليلة من الفرسان التي أبقاها الشيخ عامر في أرض القبيلة
لحماية نسائها وأطفالها في حال حدوث أية هجمة غادرة.
قبل وصول دريد والزبير، وصل عدد من فرسان السد الفارين من المعركة؛ لذا كان الفرسان
الذين خرجوا للقاء دريد والزبير على علم بما حدث في المعركة.
قال أحدهم: يا دريد، نحن نعلم ما حدث، وظلننا ننتظرك أنت والزبير، حتى نتلقى أمركما
بخصوص ماذا سنفعل.
الزبير كان ما زال غارقا في بحر الصدمة؛ لذا التزم الصمت.
أما دريد، فبرباطة جأش قال: اجمع لي كل الفرسان الموجودين في أرض القبيلة، في دار جدي.
سأنتظرهم أنا والزبير هناك.
ثم أضاف: بسرعة، أريد أن أجدهم جميعا هناك بسرعة فائقة.