رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

وضحية أخرى، رجل كان – يوما ما – ابن الزبير المقرب جدا منه، سليم الذي حبسه الزبير في


قصره، فظل يئن ويتألم في حياة القيد والحبس اللذين سببا له العقد النفسية واللم في صغره وهو


حبيس تلك القرية النائية، فشكل ذلك كابوسا خلصه منه الزبير، لكنه سرعان ما أعاده إليه، فعاش


متألما متحسرا.


كل هؤلء، رغم آلمهم العظيمة وأدوا فكرة النتقام من الزبير؛ فهم ل يملكون ما يملكه، وكلهم


أدركوا أن القتصاص منه مستحيل، ورضوا بما حدث، إلى أن حدث بالنهاية أمر معين من قبل


أكثر أمراء الثورة معاناة وحزنا وألما، والمفاجأة أن النتقام أتى من الشخص الذي لن يتوقعه أحد،


سمية!


***


سمية هي أكثر من عانى في تاريخ البقاء؛ فقد اتسمت بأنها حساسة جدا، وقد أحبت أمينا حبا هو


أكبر حب عرفه تاريخ البقاء. لذا فاقت معاناتها معاناة الزبير وسائر أمراء الثورة، بل وفاقت معاناة


الملك الهارب بعد ما حدث له في صغره ما حدث، عانت أكثر من كل امرأة مكلومة وكل امرأة


أرملة وكل طفل أو طفلة تيتم، فاقت معاناتها معاناة كل من عانى من المرض أو العاقة أو العمى


أو الصمم، فاقت معاناتها معاناة كل من فقد مال أو حبيبا أو قريبا أو تعرض للغدر.


وفي النهاية، وبعد أحد عشر عاما مما حدث، أتت المرة التي لم تتمكن فيها الواقعية من قتل


فكرة النتقام والحماسة لها. فبنهاية المطاف، ماذا ستخسر؟! لقد خسرت كل شيء، إنها لم تعد


تريد المال، حتى حياتها استعدت للتخلي عنها في سبيل النتقام.


وقد غدا هدفها الهم وذو الولوية مقتل الزبير مهما كلف المر، مهما دُفِع من مال، مهما


ضاعت من أرواح. لكنها علمت أن الزبير أقوى امرئ وأذكى امرئ وأدهى امرئ عرفته البقاء في


تاريخها. لذلك وجب عليها أن تضع خطة كاملة ل يمكن لها الفشل.


إن أهم قاعدة للنتصار على عدو، هي معرفة مدى قوته ونقاطها ومدى دهائه وعدم الستخفاف


به. لذا ظلت شهورا كثيرة تفكر بالخطة وتضع خطواتها بالتفاصيل وبعناية حثيثة حتى وضعت


أصغر التفاصيل وأتفهها، فل مجال لي خطإ مهما صغر.


وفي النهاية وصلت للخطة الكاملة، والمفاجأة أنها الخطة نفسها التي استخدمها الزبير للثورة


وتحرير البقاء! نعم، فقد قررت أن تكون هي الزبير الجديد، وقررت أن تستخدم خطة مماثلة


لخطته، باستخدام ملك هارب جديد أل وهو المير ريان، واستخدام أقوى رجل في البقاء أل وهو


المغيرة، والرجل ذي الشعبية الكبرى في البقاء أل وهو سليم، والمرء ذي المال الكثر في البقاء،


أل وهو سمية نفسها!


***


بعد أن أحكمت سمية كل تفاصيل الخطة وخطواتها، بدأت فورا بتنفيذها.

Free download pdf