laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
تمثلت أولى خطوات الزبير الجديد – سمية - بلقاء الملك الهارب الجديد، المير ريان. فاتجهت
على متن سفينة صغيرة إلى القدماء، وسافرت ما يزيد على ثلثة شهور، حتى وصلت مدينة
الزهرة البيضاء عاصمة القدماء. ورغم شدة التعب والنهاك، توجهت فورا لقصر السلطان زاهي،
وطلبت لقاء المير ريان. لقد تمتعت الزهرة البيضاء بجمال الطبيعة الخلب الذي عانقه جمال
العمران الساحر، إل أن كل ذلك لم يجذب انتباه المرأة الجميلة، التي أعمى عينيها الرغبة الجامحة
في النتقام.
ولما علم المير ريان بمقدمها، تفاجأ كثيرا، وظن أنها مجرد زيارة عادية بين صديقين.
دخلت سمية على غرفة في قصرالسلطان زاهي، فوجدت المير ريانا جالسا وهو حزين يائس
مرخي الجسد على كرسي أمامه طاولة صغيرة وبجواره كرسيان آخران، وقد تميز كل الثاث في
الغرفة - وحتى الغرفة نفسها - بكونهم فاخرين ثميني التكلفة. حيته سمية فبادلها التحية، وسرعان
ما وقف، وبرقي المراء والدماء الملكية سحب أحد الكراسي ودعاها للجلوس، فجلست، ثم جلس
المير.
طفقا يتحدثان، حتى قالت سمية: سمو المير، ليس هنالك وقت كاف لضيعه، أريد أن أخبرك
بما أتيت من أجله.
"تفضلي" قال المير بحزن وهدوء، وساءها وأحزنها هذا، إضافة للكتئاب والستسلم
والعتراف بالهزيمة الذين رأتهم على المير، الذي لطالما اعتادت – هي وغيرها – القوة
والحماسة منه.
فردت الميرة: لدي خطة للنتقام من الزبير، وتحرير البقاء من رجسه، وإعادة ملكك لك.
لم يتحمس المير كثيرا، رغم أن ما ذكرته هو ما يتوق إليه، ووحده الكفيل بتخليصه مما هو
فيه، لكنه أيقن باستحالة هزيمة الزبير، وإن كان ذلك ممكنا، فلن يكون من خلل خطة تضعها
امرأة ما اعتادت طيلة حياتها سوى الرفاه والقصور ولون الذهب.
ولما لحظت سمية ذلك، أصرت: أرجوك، استمع ثم احكم.
تنهد المير، ثم طفقت سمية تشرح خطوات الخطة، وأمضت وقتا طويل في ذلك، وختمت
كلمها: ... والهم في هذا كله أن الزبير يجب أن يقتل.
ظلت علمات الحزن والكتئاب بادية على المير، وقال بهدوء: ولكنها خطة صعبة جدا،
وفرص نجاحها ضئيلة!
فقالت فورا: ماذا سنخسر إن فشلنا؟! أموالنا؟! حتى حياتنا رخيصة في سبيل النتقام... هذا
أفضل من الجحيم الذي نحن جميعا فيه.