رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

أذهل المير من كلمها الخير، وفجأة بدأ يتفكر بجدية في خطتها، وغير جلسته، واعتدل


وجلس جلسة جدية، ومط شفتيه وقطب حاجبيه، وطفق يتفكر في تفاصيل الخطة فألفاها محكمة،


ومع مرور الوقت لمعت الفكرة أكثر وأكثر في عقله.


"نعم، معك حق" قال، وأكمل: ليس لدينا شيء نخسره... وربما ننتصر، وحتى لو خسرنا، على


القل نكون قد نغصنا على الوغد حياته.


فقالت فورا: أهم شيء، الزبير يجب أن يقتل. هذا أهم من أن تعود ملكا، أهم من أن أنتقم


لزوجي، أهم من استعادة المغيرة أبناءه والنتقام لعرضه، أهم من استعادة سليم حريته.


فأومأ المير برأسه مبديا تفهمه وموافقته.


بعدها توجه المير وسمية للقاء سلطان القدماء السلطان زاهي، بناء على طلبها.


عرف المير ريان السلطان على سمية، وأعجب السلطان برقيها وجمال منظرها ولباسها وثقتها


بنفسها.


أراد السلطان أن يعزم الثنين على وليمة تليق بالمير وسمية، إل أن الخيرة رفضت، وأخبرته


أنها تريد إعلمه بأمر هام، وأنها ل تملك وقتا كثيرا.


ثم أخبرته بخطتها، والتي كان السلطان زاهي وجيشه جزءا منها.


أعجب السلطان زاهي بتفاصيل الخطة ودقة إحكامها، ولم يتوقع أن يأتي كل هذا من امرأة يعلم


أنها أمضت حياتها في القصور ووسط الذهب، بعيدا عن وطيس المعارك والحروب، على القل


نساء القدماء - اللتي يعرفهن جيدا – ليس بمقدورهن التيان بمثل هذه الخطة.


تفكر السلطان وهو يجلس على كرسي العرش، ثم قال: ولكن لِمَ أخاطر؟! الزبير رجل قوي


جدا، ومملكتي بعيدة جدا عن البقاء، ول مصالح لي بها... أنا موقن أنكم أهل الحق، وأنه على


طرف الباطل، وأن العدل والصحيح هما نصرتكما... وأنا ملك كريم ذو مروءة يرفض عدم إجارة


المظلوم بل ويسعى لدعمه... لكنّ الحياة شيء مختلف بعيدا عن هذه المثاليات... لم أخاطر بشعبي


ومملكتي والستقرار والترف اللذين نعيش بهما؟! أنا آسف، ل أستطيع الموافقة.


وقفت سمية فورا من جلستها، والغضب والحقد والصرار على قتل الزبير كلهم يشعون منها،


وقالت مخاطبة السلطان: تخاطر لن لك نصف أموالي – إن فعلت – ول يمكنك أن تتصور كم من


الموال أملك... ولك نصف خزينة البقاء بعد انتصارنا على الزبير، إضافة لضريبة باهظة تدفعها


البقاء كل سنة لخزينة القدماء لمدة عشرين عاما كاملة... وأضف إلى هذا كله، أنه بعد النتصار


سأعطيك ما يتبقى من أموالي ولم أنفقه على الثورة...


جعلت سمية تتحرك في القاعة الكبيرة، وتذهب وتجيء وتقترب كل فترة من السلطان، وهي


تلوح بيديها بينما تبين النقاط التي تريد قولها، وهذا هو حالها طيلة كلمها.

Free download pdf