laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
وأكملت: وأنت حتى لو شاركت وخسرنا، فلن تخسر شيئا كثيرا؛ لن عنصر المفاجأة بجانبك،
وقواتك أمهر في القتال البحري بكثير من قوات الزبير. وبعد أن تدك قواتك البحرية الزبير، لن
أطلب منك أكثر من ذلك، ولن أطلب منك أن تصاحبنا في الحرب البرية، التي سنتكفل بها وحدنا...
عندها ستعود وقواتك إلى القدماء سالمين معافين. وحتى لو خسرنا الحرب البرية، فسنكون قد
أنهكنا الزبير ولن يتفرغ للنتقام منك؛ لنه سيكون ضعيفا جدا، وأولويته فرض الستقرار داخل
البقاء... وهذا أصل لن يحدث؛ لن انتصارنا مضمون.
تفكر السلطان بعمق، وتفاجأ من قدرتها على القناع، ومن قوة حجتها، ولم يكن وحده المتفاجئ؛
فقد تفاجأ المير ريان كذلك؛ فرغم معرفته بها منذ سنوات، لم يعرف أنها تملك كل هذا في طيات
نفسها وعقلها.
وبعد مدة قال السلطان: موافق.
فظهرت الفرحة واضحة على سمية، التي لم يشهد السلطان في حياته كلها، شخصا حاقدا أو
راغبا بالنتقام مثلها.
***
حان موعد الخطوة الثانية في خطة "الزبير الجديد". فبعد أن ضمنت سمية الشرعية، بموافقة
المير ريان على الخطة، عادت على الفور – إلى البقاء - ودون راحة، رغم شدة النهاك والتعب
اللذين عانت منهما في طريقه إلى القدماء. فتوجهت إلى الفيحاء للقاء المغيرة.
وبعدما علم بقدومها لزيارته، سرعان ما استقبلها في غرفة ضيوف داره.
تبادل الثنان التحية، وطفقا يتحادثان.
استلقى المغيرة متعبا منهكا على أحد الكراسي، وقد ظهر عليه التراخي في جلسته وعدم
التركيز.
ساء سمية ما رأته من سمنة مفرطة للرجل الذي كان يوما ما مفتول العضلت قوي البنية، كما
ساءها ما بدا عليه من تعب وخمول وكسل وتراخي، كل هذا أكد لها ما سمعته من أنه أصبح
سكيرا.
وبعد مدة قالت: أريد أن أخبرك بأمر جلل.
لم يبدُ أي تغير واضح على المغيرة، ل في جلسته ول في انتباهه لسمية.
وشرعت تخبره بالخطة، حتى انتهت منها.
ثم قال: مستحيل لهذه الخطة أن تنجح.
فقالت: هل ستصر على رأيك، إن أخبرتك أنني حصلت على موافقة المير ريان، وسلطان
القدماء زاهي؟!