laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
اعتدل المغيرة في جلسته، بينما أكملت: ماذا ستخسر لو حاولت؟! حياتك؟! مالك؟!... في مقابل
استعادة أولدك والنتقام لعرضك.
لمعت الخطة في عقله، وطفق يتفكر بتمعن في تفاصيلها وخطواتها فوجدها متقنة دقيقة،
وأعجب بمدى ذكاء سمية.
وبعد تفكر قال: أنا موافق.
ابتسمت المرأة التي ما عرفت سوى الحزن لما يزيد على عقد، ثم اختفت البتسامة وحل محلها
الوجوم، وهي تقول: ولكن تذكر جيدا، أهم من أولدك، ومن النتقام لعرضك... أهم من كل
شيء... الزبير يجب أن يقتل.
أومأ برأسه مبديا موافقته على كلمها وتفهمه له. ومنذ تلك اللحظة، توقف المغيرة عن شرب
الخمور؛ حتى يتمكن من استعادة قوته والتركيز والمساعدة بالنتقام من الزبير.
***
الخطوة التالية في خطة الزبير الجديد، تمثلت في إقناع سليم بالموافقة عليها. توجهت سمية إلى
قصر سليم، وهناك طلبت لقاء الشاب الذي كان قيد القامة الجبرية.
التقى الثنان في إحدى غرف القصر. تبادل التحايا، وتحادثا. مسبقا، كانت سمية تشعر بالشفقة
على سليم الشاب المهزوز الضعيف، ولما رأته هذه المرة حزنت أكثر وأكثر؛ لنها لحظت مدى
الحزن الذي يعيش فيه بعدما فعله الزبير به.
اصطحبت معها الكثير من الهدايا واللباس لسليم، لنها لم ترد لرجالت الزبير في القصر أن
يشكوا بسبب مقدمها إلى سليم!
منحته كل هذه الهدايا واللباس وبعد مدة طويلة وبينما هما في ركن في القصر، همست بصوت
خفيض: أنصت إلي جيدا، يا سليم، أريد إخبارك بأمر هام جدا. ل تخبر به أي أحد على الطلق.
بعدها أخبرته بالخطة بالتفصيل.
فرد سليم بصوته الناعم هامسا: ل يمكنني أن أشارك في شيء كهذا... الزبير أبي.
فردت فورا هامسة: أي أب يفعل بابنه مثل ما فعله الزبير بك؟! يحبسك أحد عشر عاما! هل
تعرف ما معنى أحد عشر عاما... وال حتى السود والوحوش تحرص على إسعاد أبنائها... من
باعك بعه، ومن هنت عليه فليهن عليك... فكر بنفسك بأهلك وبأمك المكسينة وبأخواتك... فكر بكل
الذين آذاهم الزبير، بكل من سيفرحون بالتخلص منه... فكر بعمق.
توتر سليم، وبدا القلق ظاهرا عليه، وشرع يتفكر بعمق بكلمها، وفي النهاية وجده مقنعا، فقال
وهو مطأطئ رأسه وعلى امتعاض: موافق.