laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
انطلق دريد والزبير إلى دار جدهما، وبعد زمن قصير تجمع كل فرسان السد هناك.
فلما اجتمعوا، قال دريد: يا قوم، ل مجال الن للكلم الكثير، لقد خسرنا الحرب، وقُتِلَ جدي
الشيخ عامر. وجيش الهيجاء لن يصبر علينا، وسيهاجمنا في أية لحظة. نحن الن مهزومون
وغير منظمين، وعلينا أن ننجو بأرواحنا قبل أن يجهزوا علينا، على القل علينا أن نؤمن حياة
نسائنا وأطفالنا قبل أن يستعبدهم ملك الهيجاء.
سنتجه شرقا، ونتوغل في صحراء الكثبة أكثر وأكثر، حتى نصعب المهمة على جيش الهيجاء.
ثم نظر إليهم وقال: فليذهب خمسون منكم، إلى شيوخ قبائل الكثبة في أراضيهم، وليخبروهم أننا
سنجتمع بهم جميعا في أرض قبيلة المعصومين، وهناك سنناقش ماذا سنفعل فيما بعد.
كانت أرض قبيلة المعصومين أبعد القبائل عن مملكة الهيجاء، إذ وقعت شرقيّ صحراء الكثبة،
ولم يقع إلى الشرق منها أية قبيلة أخرى، لذا اختارها دريد نقطة للتجمع لنها آمن مكان بعيدا عن
براثن ملك الهيجاء.
وأكمل دريد: أما بقية الفرسان، فلتذهبوا إلى النساء والطفال والشيوخ، ولتجمعوا أهم المتاع
وما يكفي من الغذاء، ولنتجه فورا نحو أرض المعصومين.
ظل الزبير ملتزما الصمت، بينما بدأ فرسان السد ينفذون أوامر دريد.
انطلق خمسون فارسا ليصال رسالة دريد إلى شيوخ الكثبة، بينما قاد قبيلته كلها ولم يذر امرأ
واحدا في أرض السد، واتجهوا جميعا نحو أرض المعصومين، بعد أن أخذوا كل ثمين من حلي
وذهب ومال.
اتسمت رحلتهم بالقساوة والصعوبة؛ فقد أحسوا جميعا بالذل وهم يتركون أرضهم صاغرين
أذلء فرارا من ملك الهيجاء. القبيلة التي لطالما عاشت عزيزة مفتخرة بأنها تقود الكثبة كلها، ها
هي تفر من قتلة شيخها وأبنائها بدل أن تبقى لمواجهتهم والثأر منهم.
الصدقاء العاديون، معرفتنا بهم ل يميزها ذلك الشيء الفريد، ويمكن أن ننساهم في أية لحظة.
لكن الصدقاء الحقيقيون هم أولئك الذين لهم مكانة مميزة في القلب، ل يمكن أن تختفي أبدا؛ وذلك
بسبب مواقف عظيمة أدوها، أو كانوا – على القل – جزءا بارزا فيها.
هذا ما ميز العلقة بين الزبير، وقيس أعز أصدقائه على الطلق.
الجميع خشوا الزبير، حتى الذين كبروه بأعوام بلغت أحيانا أربعين عاما! فكيف بمن هم في
عمره أو قريبون من عمره؟!
لذلك قلل أقران الزبير من الحديث مع
ه.