رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

وهذا كله انطبق على قيس كذلك. لكن هذا الشاب أحب الزبير حبا جما ربما اقترب من حب


والدي الزبير له. لذلك قرر قيس أن يضغط على نفسه، وأن يقاوم الخوف والرهبة اللذين بداخله


تجاه الزبير، وأن يحادثه بخصوص مقتل جده.


وبينما قبيلة السد توقفت قليل عن المسير في رحلتها، وبينما الزبير وحده، اقترب منه قيس


الذي تحين مثل هذه الفرصة.


لم يشعر الزبير باقتراب قيس، فباله شُغل بما حدث لجده، ولم يستوعب أي شيء يدور حوله.


"مرحبا... أيها الزبير" قال قيس برهبة.


لم يرد الزبير الذي كان شارد الذهن.


"أيها الزبير، كيف حالك؟" قال قيس بصوت عال.


انتبه الزبير حينها وقال بحزن عارم: أنا بخير.


"أيها الزبير" قال قيس وأكمل: ما حدث سيئ جدا، وهو غالبا أسوأ ما ستواجهه في حياتك كلها.


تنهد ثم أضاف: سأكذب إن قلت هو سهل... إنه صعب للغاية. وليس لحد لم يواجهه أن ينظّر


عليك... لكن أيها الزبير، مهما فعلت لن يعود جدك... لقد انتهى ذلك... أنت أعظم رجل في الكثبة...


وكل أهلها يعتمدون عليك... بقاؤهم رهن بك... لذا استجمع قواك وقدنا نحو النتصار.


كاد قيس يبكي في لحظات اللم والذل والهزيمة تلك، غير أنه منع نفسه من ذلك؛ لنه لم يرد أن


يزيد ببكائه من آلم الزبير، ثم قال بصوت مرتجف: أرجوك... أيها الزبير... ل تستسلم...


ثم أضاف بعد حين: أرجوك...


نظر الزبير مكسور الجناح بعينين حادتين إلى قيس، ثم عاود النظر إلى الرض كما فعل طيلة


المحادثة.


تنهد قيس من جديد ورحل من المكان، دون أن يعلم أن كلماته هذه نجحت كثيرا في شحن الزبير


وتحميسه للخروج مما هو فيه.


فالزبير منذ الذي حدث لم يواسه أحد غير أهله، ولم يتوقع الزبير مثل ذلك؛ بسبب الحاجز بينه


وبين سائر أهل القبيلة. ولذلك ترك ما فعله قيس بصمته في قلب الزبير، وزادت محبة الخير


الكبيرة له.


***


مضت أيام، ثم وصل دريد ومن معه إلى أرض قبيلة المعصومين.


خرج إليهم شيخ المعصومين، ورحب بهم: أهل بدريد والزبير، يا قوم قد حللتم أهل ووطئتم


سهل.

Free download pdf