رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

صرخ الزبير بالقسوة التي عرفت عنه، وقد احمرت عيناه: ما هذا الذي تهرف به؟! وأنتم يا من


أيدتم كلمه هل نسيتم أنفسكم؟!


ثم أكمل بالطريقة نفسها: هل نسيتم أنفسكم؟! أنتم لم تختاروا جدي شيخا عليكم بمحض إرادتكم،


بعضكم لم يخضع له إل بالسيف، وبعضكم رضي به سلما؛ لنه علم أنه ليس ندا له. والمر ليس


لكم الن لتقرروا من سيخلفه. شيوخ السد هم شيوخ الكثبة بأكملها، شاء من شاء وأبى من أبى.


ومن سيخلف جدي، أمر داخل قبيلة السد يقررونه بمفردهم. وقد اخترنا نحن السد أخي دريدا


شيخا علينا؛ فالعادات تنص على أن أكبر أبناء الشيخ أو حفدته هو من يخلفه. وبالتالي أخي دريد


هو شيخكم وشيخ الكثبة بأكملها.


ساد صمت مخيف في الدار، وتفاجأ الجميع مما قاله الزبير والسلوب القاسي العنيف الذي قاله


به.


دريد، صحيح أنه استاء مما قالوه، لكنه أبدا لم يكن ليتصرف مثلما فعل الزبير.


الزبير تصرف بهذه الطريقة؛ لنه فهم عقلية أهل الصحراء والبادية؛ ففي قلب كل منهم ممن


عانى قسوة الصحراء طمع عظيم وشوق كبير لمباهج الحياة، لذا من المتوقع أن يطمع كل منهم بأن


يكون شيخ الكثبة كلها. لهذا كله قرر في تلك اللحظة أن يكشر عن أنيابه ويمنع أية فتنة.


وفجأة وسط هذا الصمت المطبق، حدث ما لم يكن بالحسبان.


قام الزبير، وأخرج سيفه من غمده، وصرخ وقد جحظت عيناه واحمرتا غضبا: من ل يعجبه


كلمي، فليقل الن حتى أقطع رأسه.


أي شيء كان من الممكن أن يحدث في تلك اللحظة، فالحاضرون ساءتهم قسوة الزبير، فكيف به


وهو يهددهم هكذا؟!


ساد صمت في الدار، وسكت الجميع، وقرروا الخضوع للزبير.


بعد زمن، قال أحد الشيوخ: أيها الزبير، ل داعي للغضب، أنتم شيوخ الكثبة وأنتم أسيادها


وستظل قيادتها فيكم. لقد زل لسان من اقترح اختيار شيخ جديد وأخطأ من أيده، فلتسامحهم بطيب


خلقك الذي عهدناه عنك.


هدأ الزبير مع انصياع الجميع، وكلم الشيخ، وجعل ينظر يمينا وشمال في الحاضرين، وبعد


زمن أرجع سيفه إلى غمده وجلس.


وبهذا بات دريد الشيخ الجديد للكثبة بأكملها، وإن كان ذلك بصمت الحاضرين وإذعانهم.


فقال دريد: يا قوم، قد قررت أن نسير باتجاه الشرق، لننجو من هذا الملك الحاقد. فهل لدى


أحدكم أي رأي آخر يشير به علي.


ساد صمت في الدار، فقد علموا جميعا أن هذا هو القتراح الفضل.

Free download pdf