رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

ضربات على الرأس والظهر، وكذلك اجتاحت المراض رئات كثير من المقاتلين نتيجة


الختناقات من الدخان الذي تراكم في وادي الطويل إبان مجزرة الطويل.


لطالما نظر ملك الهيجاء الملك هزيم إلى أهل الكثبة على أنهم همج ضعفاء، ولكنهم علموه درسا


لن ينساه ما عاش، وأدبوه وروضوه.


وبسبب هذه الضربة المدوية، ولن أغلب الجزاء الشرقية من صحراء الكثبة مقفرة ل خير


فيها، قرر الملك هزيم أن يوقف فيلقه عن الزحف شرقا في الكثبة، لكن أمره أن يظل في الموقع


المتقدم الذي بلغه وأصر على بقائه فيه.


وهذا جعل أهل الكثبة يشعرون بالختناق؛ فقد أرادوا تراجع الفيلق ولو قليل. وذلك لنهم أرادوا


أن يعودوا غربا نحو الراضي المليئة بالعشب والتي يتساقط فيها المطر، بدل من المناطق الشرقية


القفراء القاحلة.


ظل أهل الكثبة، شيوخا وأفرادا، يشكون ضيق الحال والختناق الذي يحسون به للشيخ دريد.


وكالعادة، بحث الزبير عن حل حتى وجد بدهائه حل للمعضلة. اقترح على أخيه، اللتفاف على


فيلق الهيجاء، ومهاجمة قوافل أهل الهيجاء، وإبادتها وسرقتها على بكرة أبيها، وكل ذلك لوضع


مزيد من الضغط على الملك هزيم وإجباره على التراجع. شرح الزبير الخطة لخيه؛ فقد كان عدد


مقاتلي الكثبة أقل بكثير من جنود فيلق الهيجاء، وحركتهم أسرع، ويستطيعون التحرك بأي وقت


حتى في الليل والفجر، وهم أخبر بشعاب الكثبة وأراضيها من فيلق الهيجاء.


اقترح الزبير على أخيه، أن يبدؤوا حرب عصابات ضد فيلق الهيجاء؛ لن الجيوش الضخمة


دائما ما تتنغص بحروب العصابات. ورغم أن أهل الكثبة كانوا أهل مروءة وأخلق، وأن ليس من


عادتهم الغارة على غير المقاتلين ممن كانوا في قوافل أهل الهيجاء، إل أن أهل الهيجاء بدخولهم


الكثبة، باتوا أعداء لقبائلها، إذ يعتبر ذلك إقرارا منهم بالظلم الذي ارتكبه الملك هزيم ضدهم. كما


أن أهل الكثبة كانوا في وضع مزر على شفا الحد بين الحياة والموت، ووجب عليهم أن يفعلوا أي


شيء مهما بلغت قذارته للنجاة بأنفسهم.


وكعادته وافق الشيخ دريد على اقتراح أخيه. وبدأت غارات جنود الكثبة على قوافل أهل


الهيجاء؛ إذ قتل مقاتلو الكثبة من يحاول القتال من أفراد القافلة وأسروا الخرين من رجالها وسبوا


النساء والطفال، وغنموا كل ما في القافلة من حلي ومؤن وخيول وسائر ما فيها. وظلوا يفعلون


ذلك؛ لن الزبير أراد إرسال رسالة للملك هزيم أنه ل أمن لهل الهيجاء ما دام مصرا على ظلم


أهل الكثبة. ومع ازدياد عدد قتلى القوافل، وضياع ما فيها من كل ثمين، وتراكم السرى والسبايا


عند أهل الكثبة، بدأ وجهاء الهيجاء وكذلك أكبر تجارها بالتشكي للملك هزيم ومحاولة الضغط عليه


لحل المعضلة. وقد اكترث الملك هزيم لرائهم، بسبب ما امتلكوه من أموال طائلة.

Free download pdf