laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
فقال أخوه: إلى اللقاء.
وغادر الزبير دار أخيه.
***
ومرت اليام، وبينما الزبير جالس بداره صباحا، طُرق الباب، قام الزبير وفتحه، فإذا به يجد
طفل في الثانية عشرة من عمره، وهذا هو سهيل ابن أخيه دريد.
تنفس سهيل بسرعة كبيرة، وبدا عليه التعب، الذي نتج عن الركض السريع، وبدا عليه كذا
علمات الخوف والفزع.
قال سهيل وصوته يتقطع من تنفسه السريع: عمي الزبير، أرجوك تعال فورا إلى دارنا.
في الظروف الطبيعية لم يكن سهيل ليستعجل عمه لفعل أمر ما، فهو يكن له احتراما عظيما، بل
ويشعر بخوف ورهبة كبيرين تجاهه.
عبس الزبير؛ إذ علم أن هنالك أمراً جلل قد حدث.
ثم قال: ما بك؟ ما الذي حدث؟
فرد سهيل: منذ استيقظت أمي، وجدت أبي ل يتحرك ول يتكلم. ل ندري ما به. أمي أرسلتني
إليك لكي تأتي وتراه.
بسرعة خرج الزبير، دون أن يغير ثيابه من ثياب النوم إلى ثياب أنيقة مناسبة للخروج من
المنزل.
ركض بسرعة حتى دخل دار أخيه المجاروة لداره.
وجد زوجة أخيه رند تبكي بكاء شديدا، وقد احمر وجهها وسالت الدموع غزيرة على وجنيتها.
"بسرعة، أيها الزبير، بسرعة" قالت.
لم يتوقف الزبير، وظل متجها بسرعة حتى دخل غرفة أخيه، فوجد أخاه نائما على سريره دون
حراك، وعيناه مفتوحتان وتنظران للعلى دون أن ترمشا.
حالما دخل الغرفة، صرخ الزبير: دريد، ما بك؟! أجبني، يا دريد.
رند وسهيل دخل الغرفة مع الزبير، ووقفا ينظران إليه وهو يحادث أخاه.
لم يجب دريد. اقترب الزبير من أخيه وجعل يحرك فيه، وهو يصرخ بشكل جنوني: دريد،
أجبني، أرجوك، أجبني.
لكنه لم يجب.