رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

اجتاح الخوف والفزع الزبير وهو ينظر إلى أخيه.


وبسرعة وضع أذنه على صدر أخيه، يريد أن يسمع هل يدق قلبه أم ل، لكنه لم يسمع شيئا.


مما يميز الزبير أنه يسيطر على نفسه حتى في أصعب الظروف، وعلى الرغم من فزعه


وخوفه، إل أنه سيطر على نفسه، وخرج بسرعة من الدار وسط دهشة رند وسهيل.


جعل الزبير يركض بسرعة هائلة، وتفاجأ من رآه من أهل القبيلة بسرعته وبثياب النوم التي


لبسها؛ إذ اعتادوا أن يروه بأجمل حلة وأبهى لباس.


ظل الزبير يركض حتى وصل إلى دار طبيب القبيلة.


طرق الباب، ففتح الطبيب الباب، ولما رأى الزبير اجتاحته الرهبة؛ فكل أهل القرية خشوا


الزبير وحسبوا له ألف حساب.


صمت الرجل وهو يرى الزبير بثياب النوم وهو يتنفس بسرعة، وقال الزبير: بسرعة تعال


معي، أخي يعاني من مشكلة ما.


الطبيب كان كذلك يلبس ثياب النوم، لكنه لم يكن ليدخل ويبدلها؛ فأوامر الزبير يجب أن تنفذ في


لحظة صدورها.


خرج الزبير والطبيب وهما يركضان باتجاه دار دريد، ركض الزبير أسرع بكثير من الطبيب،


وكلما تأخر الطبيب في الركض، عاد الزبير إليه وأمسكه من يده وسحبه بقوة ليركض أسرع.


وظل على هذه الحال حتى وصل دار دريد، فدخل غرفة نومه.


عندما رأى الطبيب دريدا، أدرك من خبرته أنه ميت، لكنه احتفظ بهذه الحقيقة لنفسه؛ لنه خشي


من غضب الزبير إذا أخبره بهذا المر فورا.


جعل الطبيب يحرك جسد دريد، ويفحصه، ومضى وقت، وبات من المحتم عليه أن يخبر الزبير


بالحقيقة.


وقف الزبير ورند وسهيل وهم ينظرون إلى الطبيب، وقد بدت عليهم علمات الفزع.


وقف الطبيب مقابل الزبير، وقال وهو ينظر إلى أرضية الغرفة: للسف...


صمت ثم استجمع قواه، وقال: للسف، الشيخ قد توفي.


صرخت رند، وجعلت تبكي. أما الزبير، فقد اتجه إلى جثمان أخيه، وركع على ركبتيه، وأمسك


بيده، واحمر وجهه وجعل يبكي البكاء المر، ونزلت دموعه غزيرة، وجعل يقول وصوته يتهدج:


ل ترحل... يا أخي... ل ترحل... يا دريد...


لم يسبق لحد أن رأى الزبير بهذه الحالة التي هالت رند وسهيل والطبيب.

Free download pdf