رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

ضحك هزبر، وبينما الملك يمسك رأس الضيغم، طلب من ابن أخيه الجلوس، فجلس على أريكة


أخرى.


ورأس الضيغم هذا هو عصا، طرفها العلوي على شكل رأس أسد مصنوع من الذهب الخالص،


ويتصل به من السفل عمود أسود اللون. وهذه العصا كانت دوما مع ملك البقاء، وترمز لملوك


الضياغم، وعندما يموت ملك يستلمها الملك الجديد.


جعل الملك يشرب من كأس فضية أخذها من الطاولة التي أمامه، بينما أسرع أحد الخدم الثلثة


الواقفين لصب العصير في كأس فضية أخرى فضيفها للمير.


جعل المير يشرب، بينما سأله الملك عن زوجته وأولده، فرد المير بأنهم بخير.


بعدها قال الملك: كما تعلم، لقد حل الربيع، وكعادتنا في كل ربيع نتجه والعائلة لنخيم في غابات


الراشد، ونستمتع بخضرة الربيع، وبالصيد والشواء والهواء العليل. سنخيم عدة أسابيع هناك،


وسأصحب زوجتي وأولدي، وأخي عماراً وعائلته، وإخوتك وعائلتهم. وسأتركك هنا في المعتزة


لتحكم البلد وتديرها.


غابات الراشد هذه وقعت في أقصى شرق مملكة البقاء على مسافة ليست بعيدة من حدودها مع


مملكة ياقوتة.


قبل استلم الملك هزبر الحكم، كان أبو المير قصي الملك المثنى هو ملك البقاء. وقد قاد الملك


المثنى بنفسه حربا ضروسا ضد مجموعة من القبائل تسمى البُرّد، سكنت في الشمال الشرقي من


البقاء، وأرادت النفصال عن البقاء. وقد دُعِمَت بفائض من المال والعتاد وحتى بعدد ل بأس به من


الجنود من حكام مملكة ياقوتة الذين أنكروا بالطبع كل هذا الدعم، لكن الجميع علم بوجوده، وقد


حثهم ملك ياقوتة على النفصال. ومع هذا الدعم امتاز البرد بقوة ل بأس بها. وقد قُتل الملك المثنى


خلل حربه معهم. ولن قوانين مملكة البقاء تنص على أنه عند موت الملك يخلفه أكبر إخوته ل


أكبر أبنائه، أصبح الملك هزبر الملك الجديد للمملكة، وثأرا لمقتل أخيه سخر كل قوته لمحاربة


البرد حتى هزمهم وأذلهم وأجبرهم على البقاء خاضعين لحكمه.


قرر الملك هزبر، بعد مقتل أخيه الملك المثنى، أن يعين ابن المثنى قصيا الوزير الول في


المملكة؛ وذلك تكريما له ومواساةً بسبب حزنه الشديد على مقتل أبيه.


وقد تعمد هزبر منذ استلمه الملك، أنه إذا غادر المعتزة لي سبب، أن يوكل قصيا مهمة إدارة


المملكة كلها؛ وذلك لكسابه الثقة بالنفس والخبرة.


فرح المير قصي بقرار عمه، وقال مبتسما: شكرا، يا مولي، على ثقتك بي.


قال الملك: هذه المرة أريد أن أصحب زوجتك وأبناءك معنا، فما قولك؟


فأجاب المير: أرجوك، يا مولي، دعهم يبقون معي، فأنا ل أطيق فراقهم.


وقد كان أحب أولد قصي عليه هو المير ريان الذي بلغ من العمر – آنذاك- ثلثة عشر عاما.

Free download pdf