رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

فرد الملك: يا قصي، لماذا تخاف عليهم كل هذا الخوف؟! دعهم يأتوا معنا ويستمتعوا بالرحلة.


قال قصي: يا مولي، هم أعزاء على قلبي، ومع رحيلكم جميعا، لن يبقى أحد يواسيني سواهم،


فأرجو أن توافق على بقائهم.


رد الملك: كما تشاء... كما تشاء.


***


اتجه الملك هزبر إلى غابات الراشد مصطحبا معه زوجته وأولده وولي عهده وأخيه المير


عمارا وعائلته وإخوة قصي وعائلتهم. وقد صحبه كذلك عدد كبير من الحرس وعدد من خادمات


العائلة الملكية.


وقد خطط الملك لن يبقى هو ومن معه هنالك لسابيع كما اعتادوا أن يفعلوا كل ربيع.


أقام الملك ومن معه هناك في الغابات شديدة الخضرة الدهماء حيث أحاطت بهم الشجار الباسقة


شديدة الخضرة كثيرة الوراق، وأحاط بهم العشب شديد الخضرة من كل اتجاه. وقد وُجد في


الغابات عدد من البرك المليئة بالمياه، وعج المكان بالحيوانات صغيرها وكبيرها وبالطيور التي


استمتع الملك ومن معه بألحان زقزقتها البديعة. اتسم المكان بالروعة البديعة التي سرت قلوبهم


جميعا.


ومنذ اليوم الول اتجه الملك وكبار السن من رجال عائلته للصيد، بينما ظلت النساء والطفال


والخادمات في مكان معين يتحادثون. وقد انقسم الحرس قسمين قسما صحب الملك والرجال وقسما


ظل مع النسوة والطفال والخادمات. ولما حل المساء عاد الملك والرجال ومعهم الكثير من


الحيوانات والطيور التي اصطادوها، ثم شووا ما اصطادوه وتناول الجميع رجال ونساء وأطفال


وحتى الحرس من الطعام المشوي إضافة إلى ما أعدته نساء العائلة والخادمات من طعام مما جلبوه


معهم من المعتزة.


وهكذا تكررت المور نفسها كل يوم، حيث شعر الجميع بسعادة بالغة وسط هذه الجنة الخلبة،


ومع هذا الصيد المشوي اللذيذ وبوجود أفراد العائلة من أصغرهم إلى أكبرهم.


مرت تسعة أيام على قدوم الملك ومن معه إلى الغابات، وفي الفجر كان الملك وأفراد عائلته


جميعهم والخدم نائمين، بينما استيقظ عدد كبير من الحرس وتكفلوا بحراسة الملك وعائلته. كان


الحرس قد غرسوا عددا من العمدة الحديدية السوداء في الرض، حيث حمل كل عمود منها في


أعله قنديل أضاءه الحرس لكي يتمكن الجميع من رؤية بعضهم ليل. ورغم ذلك كان الضوء


المنبعث منها ضعيفا ل ينغص على الملك وعائلته نومهم.


بدأ بعض الحرس المستيقظين يسمعون أصوات خيول تصهل وتسير بسرعة عالية، وحسبوا


أنه ربما قد أتى أناس من الشعب للتخييم في الغابة. وفجأة زاد صوت الخيول ارتفاعا، حتى رأى

Free download pdf