رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

لقد كان الوقت ليل، ولم يستطع الملك هزبر وجنوده تمييز لباس من يهاجمونهم. وقد لبس مقاتلو


ياقوتة زيهم المعروف عنهم البيض في معظمه، وتخلله زخرفات باللون البرتقالي المائل إلى


الحمر. وعلم مملكة ياقوتة، يتألف من ياقوتة حمراءَ يحيط بها اللون البيض. وأما قصر الملك


خلدون ملك ياقوتة، فبني من حجارة برتقالية جميلة المنظر تميل إلى الحمرة.


والملك خلدون هذا خطط للجهاز على مملكة البقاء واحتللها، وأول خطوة في مخططه هي


اغتيال الملك هزبر وكل عائلته. انتظر خلدون سنوات لتنفيذ هذه الخطة بصبر عظيم. وقد بث


العيون في جميع أنحاء مملكة البقاء والمعتزة حتى بات له عيون في قصر الملك هزبر نفسه.


ومن خلل عيونه علم أن الملك هزبرا وكل عائلته يتجهون كل ربيع إلى غابات الراشد


ويخيمون هنالك أسابيع بغية الصيد والستمتاع. ويا لها من فرصة ذهبية للتخلص من ملك البقاء


وكل آل الضياغم حتى ل يخلف أحد منهم هزبرا في الحكم، ل سيما أن غابات الراشد قريبة جدا


من حدود البقاء مع ياقوتة! أمر الملك خلدون يتجهيز قوة ضخمة من أربعمئة مقاتل، ثم وضع لهم


خطة بأن يغيروا فجأة على العدد البسيط من جنود مملكة البقاء على نقطة حدودية غير مهمة بين


المملكتين، ثم أن يتوجهوا إلى غابات الراشد التي بعدت أقل من مسير يوم واحد عن الحدود وأن


يقتلوا الملك وكل من معه. وقد طلب منهم أن يغيروا فجرا على الملك وآله؛ لن ذلك أفضل وقت


لمباغتة أي امرئ.


بعد ارتكاب جنود ياقوتة المجزرة بالملك هزبر ومن معه، مثلوا في جميع القتلى، حتى النساء


. فقد أراد الملك خلدون من التمثيل بث الرعب فيمن تبقى من آلهوادةوالطفال، بل أي رحمة أو


الضياغم وفي أهل البقاء أجمعين.


***


الملك خلدون أرسل ثلث جيشه إلى غرب مملكته قرب منطقة معينة من البقاء، إذ حشر الملك


كل جنوده على امتداد الحدود بالقرب منها. وجمعه كل هذا العدد المهول من جيشه لم يشكل


مخاطرة؛ فحدود مملكته الخرى كانت كلها مؤمنة لتحالفه مع ملوك الممالك الخرى التي تحده.


وقد عسكر سدس جيش البقاء في تلك المنطقة على الحدود مع ياقوتة.


وفي الوقت نفسه للمجزرة ضد ملك البقاء، جعلت مجانيق كثيرة حشدها الملك خلدون تطلق


الحجارة الضخمة على معسكر جيش البقاء، كما جعل رماة جيش ياقوتة يطلقون السهام المشتعلة


بالنار عليهم.


معظم جنود البقاء يغطون بنوم عميق.كانكل هذا حدث بغتة وغدرا، وبينما


سقطت الحجارة الضخمة عليهم فقتلت من قتلت وجرحت من جرحت وهشمت الرؤوس


وأجزاء الجسد المختلفة، ودبت النار التي صاحبت السهام التي أطلقها جنود ياقوتة في معسكر


البقاء وأخذت تحرق الخيام وأحرقت عددا من الجنود الذين لم يتنبهوا لما يحدث.

Free download pdf