laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
قال الجملة الخيرة بمرارة؛ لنه علم أن هنالك احتمال كبيرا أل تستقر أبدا.
ثم أضاف الهيثم: حياتك أهم شيء الن، إذا حدث لك شيء فسينتهي كل شيء، ستضيع البقاء
إلى البد. أنت البقاء... عليك أن تفهم هذا جيدا... أنت البقاء.
نظر المير بإمعان إلى القائد الذي أكمل: مولي، أهم شيء أن تظل محاطا بحرسك... وأل تثق
بأي كان، حتى أقرب المقربين إليك، ل تثق إل بنفسك. وتذكر أن ملوك ياقوتة وملوك الهيجاء
ذئاب... وإذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب.
أومأ المير برأسه موافقا على كل كلمات القائد الخبير القوي، الذي وثق الجميع بقوته وحنكته
ومنهم المير قصي.
بايع كبار المعتزة والقائد الهيثم المير قصيا ملكا لمملكة البقاء، وبعدها بدأ بتنفيذ تعليمات القائد،
فرحل مع زوجه وأولده غربا إلى الفريدة.
***
في الوقت نفسه انقض جيش ياقوتة من الشرق وجيش الهيجاء من الغرب على أراضي مملكة
البقاء، وجعلوا يحتلونها شبرا تلو شبر، ويقتلون كل من يواجهونه من جنود ومقاتلين. فقد اتفق
الملك خلدون ملك ياقوتة مع ملك الهيجاء على كل هذا منذ سنوات بعيدة، وحين حانت اللحظة
المناسبة انقضا على عدوهما.
واستمر جيشا المملكتين بالزحف من الشرق ومن الغرب، حتى خسر جيش البقاء ما يقرب
نصفه في المعارك.
أحس قائد الجيش الهيثم أنه بدأ يفقد كل شيء، وأن المور باتت تزداد صعوبة كلما مر الوقت،
لذا قرر أمرا هاما وهو أن يسحب كل جنود البقاء من الجزء الغربي منها، وأن يضمهم للجزء
الرئيس من الجيش وأن يسخرهم جميعا لقتال ياقوتة دون قتال الهيجاء. لقد أدرك أنه ل يستطيع
مقاومة هذين الطرفين في الن ذاته، وإذا ظل يقاتل على الجبهتين فسيخسر بسهولة. كما أنه أيقن
أن أهل الغرب سيوقفون زحف جيش الهيجاء، وأنه سيواجه صعوبة بالغة، ل سيما من قبل بدو
حتى على الجن أن يحتلوها. يستحيل الكثبة الذين سكنوا صحراء
منذ اغتيال الملك هزبر، والغارة على معسكر البقاء في الشرق، لم يبق سوى نصف جيش
البقاء. لذا حشد القائد الهيثم هذا النصف الذي لم يعد يملك غيره شرق العاصمة المعتزة في انتظار
جيش ياقوتة.
القائد الهيثم – رغم قوته الهائلة وشدة بأسه – اتسم بالواقعية. لقد أحس أنه جيشه سينهزم في
المعركة القادمة، وأدرك في قرارة نفسه أن كل شيء انتهى. لذا قرر أن يطلب من الملك قصي
الرحيل من مدينة الفريدة إلى مكان آمن. فكتب له رسالة وقلبه يعتصر من اللم، كتبها بمداد الحزن
والسى، وأرسلها مع رسول إلى الملك.