رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

الزمن، وجمع العيون للمعلومات، توصلوا أنه من شبه اليقين وجود الملك الهارب في جبال اليبس،


وأعلموا الملكين العدوين بذلك.


جبال اليبس كانت من المناطق القليلة في البقاء التي لم يحتلها الملكان؛ فقد علما بصعوبة ذلك،


ولم يجرؤا حتى على المحاولة. لكن بعد علمهم بوجود غريمهما فيها، قررا أن يقتحماها بحثا عنه


علهم يظفرون برأسه، فيستريحون من احتمال عودته، الذي رغم ضآلته أقض مضاجعهم ونكد


عليهم حياتهم.


أرسل الملك خلدون، قوة لصعودِ الجبال وقتلِ الملك الهارب.


قائد قوة الحماية، القائد جاسم، بحنكته ودهائه تبنأ أنه سيأتي اليوم الذي سيعلم فيه الملكان


العدوان بوجود الملك قصي في الجبال، وأنهما ل بد وسيحاولن البحث عنه هناك. لذلك أعد منذ


وصوله إلى الجبال أفراد قوة الحماية ودربهم للمعركة التي ستأتي - ل محالة - يوما ما. لقد أدرك


أن قوته ل يمكن أن تنافس أية قوة سيرسلها الملكان العدوان؛ لنها قوة جيش مدربة وذات عدد


كبير من الجنود ولديها سلح كثير، في حين افتقر أفراد قوة الحماية كل هذا. لهذا كله، دربهم على


أسلوب حرب العصابات، الذي يعتمد على الضرب ثم الهرب ثم العودة والضرب والهرب من


جديد، كما أنه تعمد أن يتجول وإياهم في كل أنحاء الجبال شاسعة المساحة، حتى حفظوها عن


ظهر قلب، وتعودوا الصعود والنزول فيها، وتجاوز عراقيلها، وحفظوا جبالها ووديانها ومغاراتها.


وصلت القوة التي أرسلها الملك خلدون، وعلم القائد جاسم بذلك، وتهيأ وأفرادَ قوة الحماية. لم


يضرب جاسم الضربة الولى، وإنما انتظر أن يصعد جنود ياقوتة جبال اليبس مسافة كافية، حتى


يقعوا في الفخ فيصطادهم جاسم ومقاتلوه.


وبالفعل صعد جنود ياقوتة الجبال الشاسعة التي لم يعرفوا عنها شيئا، وكانوا أشبه بمن يبحث


عن إبرة في كومة قش. وظلوا يصعدون وهم يواجهون صعوبات بالغة.


وذات فجر، وبينما يخيمون في ناحية من جبال اليبس، تجمع حولهم أفراد قوة الحماية بوجود


قائدهم جاسم. وجعلوا يطلقون أسهما مشتعلة بالنيران على مخيم جنود ياقوتة. فاشتعلت خيامهم


ودب الذعر فيهم، وجعلوا يهربون مرتبكين خائفين مضطربين، فطفق أفراد قوة الحماية


يصطادونهم الواحد تلو الخر بسهامهم.


قتل كثير من جنود ياقوتة، لكنهم لم ينسحبوا، وظلوا يحاولون البحث عن الملك الهارب. وبعد


أيام، وبينما يصعدون جبل وعرا شديد الميلن، انقض عليهم عدد قليل من أفراد قوة الحماية


وجعلوا يطلقون عليهم السهام من بعيد، ويصطادونهم واحدا واحدا، ولم يعرف جنود ياقوتة كيف


يتصرفون في هذا المكان الوعر وارتبكوا، ولم يجدوا بديل عن الختباء. في حين رحل أفراد قوة


الحماية عن المكان، ولكنهم ظلوا يتبعون أسلوب حرب العصابات، بالضرب والهرب، طيلة اليام


التالية، حتى ظل ما يقرب من عشرين مقاتل فقط من جنود ياقوتة. أفراد هذا العدد الضئيل قرروا


الرحيل عن الجبال والعودة بأرواحهم إلى ياقوتة، وبينما هم ينزلون جبال اليبس، أحاط بهم ما


يقرب من مئة مقاتل من أفراد الحماية، وهجموا عليهم بسيوفهم، فهذه المرة كان عددهم أكبر بكثير

Free download pdf