رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

***


بعد المعركة، أسر جنود جاسم من تبقوا أحياء من جنود رضا. أراد الملك قصي أن يرى إن


أسر أفراد قوة حمايته القائد رضا ومن عاونه من أدلء. لذلك أمر بجلب وجهاء المناطق المحيطة


بجبال اليبس لينظروا إلى السرى ويخبروه هل من يبحث عنهم من بين السرى أم ل. لقد أقام


رضا وجنوده ما يقرب الستة أشهر في المناطق المحيطة بجبال اليبس أثناء حصاره لها، ولهذا


تعامل كثيرا مع وجهاء هذه المناطق الذين باتوا يعرفونه جيدا. أمر القائد جاسم بإيقاف كل السرى


بعضهم بجانب بعض في صف واحد. وسار الوجهاء بجوار السرى المقيدين ينظرون إليهم حتى


رأوا جميع السرى، وقد تعرفوا على رضا ودليلين اثنين من الدلء الذين اصطحبهم معه، ثم


أخبروا القائد جاسم أي السرى هم رضا وأدلؤه.


اصطحب القائد جاسم رضا والدليلين معه إلى مقر الملك قصي الرئيس حيث كان يجلس الملك


على عرشه في نهاية المقر. كان المقر محفورا في إحدى المغارات، وكان يطل إلى الخارج، حيث


حُفر في الصخر عدة نوافذ امتدت طوليا مسافة طويلة من العلى إلى السفل، وأطلت على الخارج


على الهواء الطلق. ووجدت في القاعة عدة أعمدة حديدية سوداء حملت في أعلها قناديل مضاءة.


وانتشر في القاعة عدد من أفراد قوة الحماية لحراسة الملك قصي. وغطى الرضية سجاد متقن


الصنع.


دخل رضا والدليلن المقر، وجعلوا ينظرون بذلة في الرض وهم مقيدون، ووقف خلفهم القائد


جاسم.


وظلوا على حالهم هذا، حتى قال الملك لحد حراسه: اجلبوا لهم ثلثة كراسيّ.


فجلب الحارس ثلثة كراسي خشبية. ووضعها في صف واحد بعضها بجوار بعض.


أمر الملك أسراه الثلثة: اجلسوا على الكراسي.


فلم يفعلوا، فصرخ الملك: قلت: اجلسوا على الكراسي.


جلس الثلثة وبدؤوا يرتجفون.


القائد رضا كان ذا ملمح قاسية قوية لطالما أخافت كل من نظر إليه، لكن في تلك اللحظات


العصيبة لم تكن هذه الملمح ذات قيمة على الطلق.


وقف الملك واتجه بخطوات بطيئة حتى اقترب من الثلثة الجالسين المقيدين، ثم وقف بجوار


رضا، وقال: برأيك هل يقتل الملوك الضياغم أسراهم؟


أراد رضا أن يجاوب بالنفي، وفي تلك اللحظات امتل بالمل بأن يعفو عنه الملك، لكنه التزم


الصمت؛ لنه أحس أن الملك غاضب جدا، وأن الصمت خير من الكلم.


فصرخ الملك: أجب.

Free download pdf