رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

"أنصت إلي جيدا، يا ريان" قال الب ثم أكمل: أنا أدرك كم الغضب الذي تشعر به، فما مررتَ


به ليس هينا... وربما لم يمر بمثله أحد من البشر سواك.


شعر المير بشجن عظيم، وهو يستمع إلى تلك الكلمات.


ثم أضاف الملك: لكنك شاب، ويحتلك طيش الشباب وغضبهم. أنا أكثر منك حكمة وخبرة


وبفارق كبير، بسبب السنوات الكثيرة التي تفصل بيننا، وبسبب اختلطي بالملوك والساسة أيام


إقامتنا في القصور... صدقني، أنا أعلم أكثر منك... نحن حاليا غير متهيئين لقتال أعدائنا.


تنهد ثم أضاف: ورغما عن هذا، فليرتح فؤادك، فأنا متيقن أنه ذات يوم سننتصر وسنحقق كل


ما تصبو إليه... ربما يكون ذلك اليوم بعيدا، ل أعرف... ول أعرف كيف سنحقق كل هذا، لكنني


متأكد أننا سنحققه.


لم يقتنع المير بكل هذا، وتعاظم الغضب أضعافا في صدره.


وظل المير في المستقبل يعرض المر على أبيه، وظل الخير يرفض.


***


في اليوم التالي، دخلت الملكة رقية حجرة ابنها المير ريان، فوجدته جالسا على الكرسي فيها


وهو في قمة الغضب.


"كيف حالك، يا بني؟" سألت الملكة وهي واقفة.


فأجاب ابنها بحدة وجفاف: بخير... كيف سأكون إذاً؟!


فقالت: لقد سمعت بما دار بينك وبين أبيك... هل أنت غاضب لهذا السبب؟


فوقف ريان غاضبا، وصرخ: نعم، غاضب للف سبب، وهذا على رأسها... أبي ل يترك


فرصة إل ويهينني فيها... يعاملني كما لو أنني ابن خادم، ل على أنني أمير وولي عهد، وابن


ملك... والذي يقهرني هو أنه يفعل كل هذا أمام الخرين. أنا أكره طريقة تعامله معي منذ صغري.


الم: ريان، أنصت إلي جيدا... إن طريقة والدك قد تكون خاطئة، وقد حادثته بخصوصهافردت


مرارا وتكرارا... لكن لكل شيء مساوئ ومحاسن، ورغم مساوئ هذه الطريقة، فإن لها محاسن


جمة... انظر إليك كيف أنت رجل قوي شجاع... لو دللك أبوك بعد كل المآسي التي حدثت لنا، لنتج


لنا أمير ضعيف مكسور مدلل، ل يستطيع مواجهة الصعاب... الن أنت بت رجل كبيرا، وتعي كل


هذا.


هدأ المير قليل، ثم جلس على السرير، فجلست بجواره، ثم قال وهم يحكم قبضتي كفيه: أنا


متعب، يا أمي... أتدرين ما معنى أن تولدي أميرة في قصر، ثم ينتهي بك المر شاردة في جبال ل


تسكنها إل الضباع والكلب... الموت أرحم... الموت أرحم بألف مرة... كل يوم... كل لحظة...


أغمض عيني وأتخيل كيف كانت لتكون حياتي، لو لم تحدث الحرب المقيتة... أتخيل القصور

Free download pdf