laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
ثم أضاف: أنا أبحث عن الملك الهارب، فأين يمكن أن أجده؟
نظر الجميع بذهول وتعجب إليه، وتوتر المكان برمته.
"كيف يمكن لحدهم أن يسأل مثل هذا السؤال، وأمام الجميع؟! أل يعلم أن كل من أتى بحثا عن
الملك الهارب لقي حتفه؟!" دارت هذه الفكار في رؤوسهم.
لما رأى الزبير استغرابهم وأحس بالتوتر، أضاف بصوت عالٍ: أنا من محبيه، وأريد أن
أساعده.
ازداد تعجب الحاضرين ودهشتهم، وازداد التوتر في المكان.
عندها صرخ صاحب المطعم بتشنج وبنبرة تهديد: اذهب من هنا قبل أن يؤذيك أحدهم.
على الرغم من أنه وجه إهانة للزبير، إل أنه لم يرد عليه، لنه أتى إلى جبال اليبس لمهمة
محددة ليس من ضمنها القتتال مع أصحاب مطاعم.
التف الزبير وغادر المكان بينما رمقته عيون جميع الموجودين بمزيج من الدهشة والشعور
بالهيبة تجاهه.
توجه بعدها مباشرة إلى مقهى آخر ودخله حتى وصل المنصة التي وقف خلفها صاحب المقهى،
وقال بصوت عال كلما مشابها لما قاله في المطعم السابق، وتكرر كل ما حدث من انتشار للدهشة
والتوتر في المكان.
فكان رد صاحب المقهى بأن صرخ قائل: ل أعرف أين تجده، وإياك أن تكرر هذا الحديث في
أي من المناطق المحيطة بجبال اليبس.
من جديد لم يرد الزبير على صاحب المقهى ورحل عنه.
بعدها ظل يتوجه إلى سائر المطاعم والمقاهي التي أخبره عنها صاحب النزل الذي نزل فيه،
وما انفك يكرر ما فعله في أول مطعم، بالسؤال بصوت عال عن الملك الهارب، والقول إنه يريد
مساعدته، وظل يتلقى ردودا مشابهة من أصحاب المقاهي والمطاعم.
لقد تعمد أن يسأل بصوت عال أمام الجميع عن الملك الهارب وأن يخبرهم بأنه يريد مساعدته،
وذلك حتى ينتشر هذا بسرعة في المناطق المحيطة بجبال اليبس ثم في الجبال نفسها، فيسمع به
الملك ويرسل من يحضره إليه. وقد توقع أن ينجح في خطته.
عاد الزبير إلى غرفته في النزل، وظل ينتظر أياما بفارغ الصبر، لعل الملك يكون قد سمع به
وبما قاله ويرسل إليه أحدا من طرفه. لكن ذلك لم يحدث. عندها قرر الزبير أن يتخذ خطوة للمام
كان قد فكر بها مسبقا وهو في أرض قبيلته.
ترك سيفه وخنجره في غرفة النزل، وأخذ معها راية بيضاء، أحضرها معه من الكثبة.