laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
ركب حصانه ومعه الراية البيضاء، واتجه إلى جبال اليبس. ثم بدأ صعود الجبال وهو يحمل
الراية البيضاء، وهو ل يحمل أي سلح.
الراية البيضاء في البقاء رمزت للستسلم، أو أن من يرفعها ل يريد القتال أو المشاكل، وهذا
ما أراد الزبير توجيهه لمن قد يراه من أفراد قوة حماية الملك الهارب الذين استوطنوا الجبال.
ظل يتوغل ثلثة أيام صاعدا جبال اليبس، أمضاها بين النوم والصعود، وفي ظهيرة اليوم
الرابع، وبينما هو يصعد أحد الجبال، أحاط به مقاتلون مسلحون من كل مكان، وجميعم وضعوا
اللثام على وجوههم.
بالطبع الزبير كان يرفع الراية البيضاء، وهذا ما جعل المقاتلين ل يهاجمونه مثلما يهاجمون أي
غريب مقتحم للجبال.
وقد أدرك الزبير بذكائه أن هؤلء أفراد من قوة حماية الملك الهارب، لما رأى كثرة السلحة
التي يحملونها وأنهم يلبسون ملبسَ متشابهة، بيضاء في جلها، ولبسوا جميعا عمائم سوداء،
وكانت لُثُمهم جميعا سوداء.
حالما رآهم، رفع يديه إلى العلى بينما يحمل الراية البيضاء بإحديهما، ثم قال: أيها الفرسان، أنا
أتيت هنا مسالما، ول أحمل أي سلح... أريد فقط أن أحادثكم.
عندها قال أحدهم وهو قائدهم: أل تعرف أين أنت؟! هذه الجبال ل يدخلها إل أهلها وأنت لست
منهم.
ثم أضاف بنبرة قاسية ملؤها التهديد: ارحل من هنا ول تعد أبدا وإل ستفقد حياتك.
توقع القائد أن الكلم سيخيف الزبير، لكن المفاجأة احتلت صدر القائد وجنوده، عندما ابتسم
الزبير ابتسامة ملؤها القوة والثقة بالنفس.
التف الجنود وعزموا على المغادرة، عندها قال الزبير: حسنٌ، سأرحل... لكن... أيها الفرسان،
إن كنتم تعرفون الملك قصيا فأخبروه أن شيخ قبائل الكثبة يبحث عنه.
تفاجأ المقاتلون عندما سمعوا ذلك وجعلوا ينظر بعضهم إلى بعض.
ثم أضاف الزبير: أنا شيخ قبائل الكثبة التي لطالما والت الملوك الضياغم.... أنا صديق... ولست
عدوا.
أنصت المقاتلون جيدا لهذه الكلمات، ثم بدؤوا بالرحيل، في حين اتجه الزبير بالتجاه المعاكس
عائدا إلى النزل وهو فرح مبتسم؛ لنه شَعَرَ - بما يقارب اليقين - أن خطته بإيجاد الملك ستنجح
وأن الملك سيرسل أحدا من طرفه إلى الزبير.
***
بعد عدة أيام، وبينما الزبير جالس في غرفته في النزل، طرق الباب بقوة عدة مرات.