رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

قام الزبير وفتحه، فوجد تسعة فرسان يتقدمهم فارس يتضح أنه قائدهم، وقد لبسوا ملبس تشبه


ملبس المقاتلين الذين اعترضوا الزبير حينما صعد جبال اليبس، وقد كانوا جميعا ملثمين كذلك.


لكن أهم ما في المر أنهم جميعا كانوا يحملون سيوفهم بأيديهم، وقد تعمدوا ذلك، لخافة الزبير


وثنيه عن أية محاولة لقتالهم، لكنهم لم يعرفوا أن مثل هذه المور ل تؤثر به.


"انظر من النافذة" قال قائدهم للزبير بنبرة جادة قاسية.


اتجه الزبير إلى نافذة الغرفة التي أطلت على الشارع أسفل النزل، ونظر منها فوجد ستة فرسان


آخرين ملثمين، يلبسون اللباس نفسه للمقاتلين الواقفين على باب غرفته.


ثم قال القائد الواقف بباب الزبير: ل تحاول القتال؛ فذلك ليس من صالحك.


نظر الزبير إليه بهدوء وقال بهدوء مماثل: حسنٌ، أنا أصل لم آتِ من الكثبة إلى هنا للقتال.


ثم قال بلطف للقائد: تفضل، ويفضل أن تعيدوا سيوفكم إلى أغمادها، فل داعي لها.


أومأ القائد للمقاتلين فأعادوا السيوف إلى أغمادها، ثم فعل هو المر نفسه. بعدها دخل وجلس


على كرسي في الغرفة، ثم جلس الزبير على السرير.


"ماذا تريد من الملك قصي؟" قال القائد، ثم أضاف: ولم تبحث عنه؟


رد الزبير ببساطة واختصار وبرسالة واضحة: أنا شيخ قبائل الكثبة، وقد وضعت خطة لعادة


تحرير البقاء، وإعادة بناء المملكة وتنصيب الملك قصي ملكا عليها.


نظر القائد إلى مقاتليه باستغراب مما سمعه، ثم أعاد نظره إلى الزبير، في حين ظل المقاتلون


يتبادلون نظرات التعجب فيما بينهم؛ فما قاله الزبير أمر عظيم شديد الصعوبة إلى الدرجة التي قد


يبدو فيها خياليا بل حتى من باب المزاح.


قال القائد: حسن، سنأتيك بعد أيام هنا برد الملك قصي.


فرح الزبير كثيرا؛ فالن تأكد بأن الملك الهارب حقيقي وليس مجرد أسطورة كما أشاع البعض،


ولنه أخيرا سينجح في تنفيذ خطته التي أحكم تنظيم خطواتها منذ سنوات بعيدة.


قام القائد وخرج وأغلق باب الغرفة ورحل مع مقاتليه؛ بينما شرع الزبير ينتظر بفارغ الصبر


رد الملك.


***


مرت ستة أيام، قبل عودة الفرسان الملثمين، إلى النزل. أمضى الزبير هذه المدة كأنه يقف على


الجمر وهو ينتظر رد الملك، ورغم أنه كان متفائل بموافقة الملك، إل أنه امتل توقا ليسمع نبأ


الموافقة من مقاتلي قوة الحماية.

Free download pdf