(( 13 ))
اتجه الزبير فورا إلى الكثبة تحديدا إلى أرض قبيلة السد. ولما وصل هناك دخل داره وارتاح
فيها ونام قليل.
وبعدما استيقظ أرسل خادمه فورا في طلب سهيل؛ إذ كان الزبير متحمسا للغاية ولم يكن ليضيع
أي وقت.
جاء سهيل إلى دار عمه، وحالما رآه عمه ركع على ركبيته واحتضن ابن أخيه ذي الثني عشر
عاما بقوة كبيرة، وقد بادل سهيل عمه الحتضان بأقصى قوته.
لقد وُجِدَتْ بينهما محبة عظيمة جدا.
"كيف حالك، يا سهيل؟" قال الزبير.
فرد سهيل: بخير، الحمد ل على سلمتك.
ابتسم الزبير، ثم دخل إلى غرفة جلوس الدار وجلسا هناك، وجعل يتحادثان.
بعد مدة قال الزبير لسهيل: أريد منك معروفا، يا سهيل. وأتمنى أن توافق عليه.
فرد سهيل: حسن، يا عمي، أنا مستعد لتنفيذ أي أمر تأمر به.
فرد الزبير: هو طلب وليس أمرا.
ثم أضاف: أريد أن أصحبك معي إلى جبال اليبس، وأن أتركك عدة أيام في ضيافة قوم هناك.
فهل أنت موافق؟
نظر سهيل إلى عمه باحترام، وقال: بالطبع أوافق.
لقد اعتاد سهيل على طاعة عمه طاعة عمياء، ووثق به ثقة عمياء كذلك.
ابتسم الزبير فرحا، وفي اليوم التالي اتجه إلى دار أخيه الراحل دريد، وطرق الباب، فلقيته
أرملة أخيه رند، وحيته وحياها وأدخلته إلى غرفة جلوس الدار، وجلسا هناك، ثم أتى سهيل وجلس
معهما.
تحادثا لمدة ثم قال: أريد أن أطلب منك أمرا. أريد أن أصحب سهيل معي عدة أيام ثم سأعيده
إليك بأفضل حال.
ارتبكت الم خوفا على ابنها وقالت فورا: ل، أرجوك. ابني صغير للغاية وأخاف عليه ول أطيق
فراقه.