laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
شعر الزبير بسعادة غامرة وحماسة ل حصر لها لرؤية الملك؛ فقد أحبه كثيرا، وأحد أكبر أحلم
حياته تحقق برؤية الملك السطورة. وسبب آخر لفرحته، هو أنه أيقن بعينيه أن الملك الهارب
حقيقة وليس كذبة أو فرية كما زعم كثير من الناس.
عندها انحنى الزبير ثم استوى من انحناءته، وخاطب الملك: مولي الملك قصي، أنا خادمك
المطيع الزبير.
فرد الملك، وهو يمسك بكفه رأس الضيغم إذ يسنده إلى الرض: أهل وسهل بك.
فقال الزبير: هذا أعظم شرف في حياتي يا مولي، أن أراك.
بعدها مباشرة اقترب الرجل المهيب الجليل من الزبير، وقال: ها أنت في حضرة الملك، فماذا
تريد منه؟
بدا على الرجل أنه امرؤ شديد خطير وأنه ليس سهل، وهذا كان أمرا يتضح لي امرئ يراه،
والزبير لم يكن استثناء.
فورا قال الملك: اجلبوا كرسيا لضيفنا.
عندها تحرك حارسان، جلب أحدهما كرسيا جلس عليه الزبير بينما صب الخر قهوة ضيفها له.
شرب الزبير من القهوة، ثم قال: مولي، أنا الزبير، شيخ قبائل الكثبة كلها، وحفيد شيخها
السابق الشيخ عامر.
تنهد الملك ثم قال: هذا عظيم. جدك الشيخ عامر كان صديقي العزيز، ومن أعظم الوفياء لل
الضياغم، وقد مات ميتة عظيمة، ميتة أبطال يتمناها أي رجل حقيقي.
فرح الزبير بكلم الملك، لكن شاب فرحته الحزن؛ إذ تذكر رحيل جده وماذا حدث له.
بعدها أكمل الملك: أما أنت - أيها الشيخ – فقد أفرحتني كثيرا وبرّدت قلبي بعد ما فعلته بملك
الهيجاء وجنوده، ل سيما في مجزرة الطويل.
تعاظمت فرحة الزبير أضعافا، فأعظم رجل في العالم بالنسبة له، يمدحه ويثني عليه وأمام
الجميع.
لكن الزبير كان حاسما فقال فورا: مولي، أريد أن أحادثك كثيرا، ومحادثتك أمر ل يمل منه
على الطلق. لكن أعلم أنك تأخذ أقصى احتياطاتك، وليس أمامي وقت كثير لخبرك بما في
جعبتي.
"حسن" قال الملك. وأضاف: أخبرني ما تريد.
عندها أخبر الزبير الملك بأن لديه خطة لتحرير البقاء ودحر أعدائها، ثم طفق يشرح له خطوات
الخطة بذكر أدق تفصيل.