رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

وبينما هو يفعل ذلك نظر جميع الحاضرين بذهول إلى الزبير، فخطته اتسمت بالصعوبة، بل


إنها ربما وصلت حد الجنون والتهور.


لكن واحدا فقط لم يشعر بالذهول مما سمعه، وهو – للعجب – الملك.


بعد مدة ليست بقصيرة انتهى الزبير من ذكر خطوات خطته. عندها نظر الجميع إلى الملك وهم


بالطبع موقنون بأنه سيرفض الخطة غير المنطقية.


أطرق الملك قليل، ثم قال: أنا موافق على خطتك.


اندهش الجميع ولم يصدقوا أنفسهم، ل سيما الرجل الذي يجلس قريبا من الملك، إذ فتح عينيه


على أقصى اتساعهما.


ثم قال الملك: أحضر الشخاص الذين أخبرتني عنهم وعد إلينا.


والزبير قد ذكر في خطته عدة أشخاص بنى خطته على إيجادهم وجلبهم للملك للحصول على


مساعدتهم.


انتشرت الفرحة كالفيضان العارم في الزبير، وابتسم ثم قال: أفديك بروحي، يا مولي.


ثم أضاف مبتسما: نحن كلنا فداك، وفدى البقاء.


ثم انحنى للملك، ثم استوى من انحناءته، وقال: ائذن لي يا مولي، بالرحيل للبدء بتنفيذ الخطة.


فقال الملك: آذن لك.


نظر الزبير إلى الرجل الذي جلس بالقرب من الملك، والذي منذ قدوم الزبير لم يتوقف عن


إرسال نظرات حادة إليه، سافر معها قليل من الغضب وكثير من عدم الرضا وعدم العجاب


بالزبير وبخطته.


بذكائه، خمن الزبير أن هذا الرجل بجلوسه على تلك المسافة المقربة من الملك ل بد وأنه رجل


غال عليه، وعلى الرجح هو ابنه.


قال الزبير: هل لي أن أسأل السيد الذي يجلس قريبا منك عن هويته؟


زادت نظرات الرجل حدة وشراسة، ونظر إليه الجميع ومنهم الملك ينتظرون منه أن يعرف عن


نفسه، إل أنه امتنع عن ذلك والتزم الصمت والتحديق بالزبير، ولما طال الوقت وهو على هذا


الحال، قال الملك: هذا ابني المير ريان.


صدق تخمين الزبير، الذي سرعان ما انحنى ثم استوى، وقال: تشرفت بلقاء مولي المير.


ونظر هو والخرون إلى المير ينتظرون ردا منه، ولو مجاملة مصطنعة للضيف، لكنه ظل


على حاله وامتنع عن الرد على الرجل الذي لم يطقه منذ النظرة الولى.

Free download pdf