رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

ابتسم الزبير بثقة ولم يكترث كثيرا بما حدث، فهو ليس بتلك الهشاشة، ثم عزم على الرحيل،


ولكن ألقى نظرة على الرجل الخطير الذي كان واقفا طيلة الوقت، وقد كان قوي البنية متوسط


الطول ذا لحية بيضاء خفيفة وشارب أبيض خفيف وشعر أبيض خفيف على جانبي رأسه، بينما


التهم الصّلَعُ أعلى رأسه.


فقال الزبير – والفضول يستفزه -: بعد إذن مولي، هل تعرفني بنفسك، سيدي؟


نظر الرجل الخطير إلى الملك ثم إلى الزبير، ثم قال بنبرة حازمة: أنا القائد جاسم، قائد قوة


حماية الملك.


فقال الزبير: سررت بلقائك، لطالما سمعت عنك وعما فعلته بكلب مملكتي الهيجاء وياقوتة


الذين حاولوا اقتحام جبال اليبس.


بعدها نظر الزبير إلى الملك وقال: سأعود – يا مولي – في أقرب فرصة. دم بخير.


انحنى ثم استوى من انحناءته وغادر.


بعد أن غادر نظر المير الغاضب إلى أبيه، وقال: ل أرتاح لهذا الرجل، يبدو عليه الغرور


والثقة الزائدة بالنفس.


تنهد بمرارة، ثم أضاف: يحادثك وكأنه يرى الملوك كل يوم، وهو لم ير في حياته سوى النوق


والماشية.


أحس الملك بعاطفة سلبية قوية من ابنه تجاه الزبير؛ لذا قرر أن يتجنب الرد القاسي على ابنه


حتى ل تزيد كراهيته للرجل، فقال بهدوء: ريان، من الن وحتى آخر يوم في عمرك، ل تحكم على


الرجال من مناظرهم أو أموالهم أو أصولهم، احكم عليهم من خلل أفعالهم. ما تراه غرورا وزهوا


بالنفس ما هو إل جرأة وسجية وشجاعة. هذا الرجل بعدد قليل من الرجال ودون أموال أذل أحد


الملكين اللذين هزمانا أمر ذل. كونك أميرا وابن ملوك ل يعطيك الحق في أن تحتقر أي رجل في


العالم. بالنهاية هذا الرجل هو أحد أفراد رعيتك ورعية أبيك. أنت لست أميرا فقط على الغنياء


والثرياء وسكان القصور، أنت أمير للجائع والعاري والفقير والبدوي والقروي كذلك.


ازداد غضب المير من كلم أبيه؛ لنه دافع عن الرجل الغريب الذي كرهه من اللحظة الولى،


ثم قال: ترفض خططي ومبادراتي طيلة تلك السنين الكثيرة، والن تعتمد على رجل همجي من


وسط الصحراء ل تعرف عنه شيئا!


استمر الملك يحادث ابنه بالمنطق، فقال: لم أسمع بخطة محكمة مثل خطته من قبل، حتى أنا لما


حاولت التخطيط لتحرير أرضنا لم أصل لمثل ما وصل إليه! ما فعله الزبير منذ مقتل جده وللن،


وهزيمته للعداء، ليس أمرا هينا ول يفعله إل رجل يأتي مرة واحدة في العمر!


قرر المير التزام الصمت بينما ما انفكت النار تشتعل في جوفه.


***

Free download pdf