المعالجات الفلسفية للقيم التشريعية ( حرمة الخُلع , ونفي حضانة الأم )

(Waleed) #1
دائرة الوقاية الثانية : دائرة التفاعل الجماعي ( النزوع )
) لا تباغضوا , ولا تدابروا (

وتتعين الدائرة الثانية للوقاية ؛ في صورة المفاعلة المزدوجة , أو الجماعية ؛ والتي
تحتمل استعمال أكثر من جارحه في وقت واحد ؛ كما تحتمل المفاعلة لأكثر من فرد
لإجراء حركة النزوع , والتي جمعها سيدنا رسول الله في كلمتين ؛ تشتمل كل ًأيضا
كلمة على صورة محددة من المفاعلة ؛ بواسطة مجموع السلوك الناتج عن المكون
البشري.


التباغض : وهو عدم قبول الشيء ؛ بما تنتفي
معه دوافع المحبة ؛حيث أن الاختلاف بين الكره
, والبغض ؛ يتعين في صورة المفاعلة ؛ المترتبة
على كل منهما ؛ فالكره يتعين مع الشيء الذي
يتفاعل مع الإنسان بصورة غر مقبولة ؛ ويكون
كرها على تلك المفاعلة ؛ مع عدم القدرة على مُ
معالجة كراهية الشيء ؛ ولكن البغض ؛ هو عدم
قبول الشيء ؛ دون إكراه على المفاعلة ؛ بحيث أنه
يبغضه لعدم محبته له ؛ ولذلك : فإن الله لا يكره
مطلقا ؛ ولكن قد لا يحب شيئا ما ؛ لأن الكره
يقتي المفاعلة مع العجز عن المعالجة ؛ ولكن البغض يقتي عدم حب الشيء مع
عدم الحاجة إلى المعالجة.


فإن التباغض يقوم على التنافر , والاستنكار , والاستعلاء , وهى وعليه :


الأفعال المبنية على دوافع الاحتقار , وإنكار الذات ؛ كما أنها
الأفعال التي تنشأ عن استخدام أكثر من جارحة معا ؛ مما يجعلها في إطار التفاعل
الجمعي ؛ بحيث أنه يحتمل المفاعلة بجارحة النظر ؛ وربما القول ؛ وربما أكثر من
ذلك ؛ بما تحتمل المفاعلة من إشارات , وتلميحات , وهمز , ولمز , وأقوال ومعايرات
, ومعايبات , الأمر الذي يورث الشحناء بين الأشخاص.

Free download pdf