رواية الكركور-عبد الكريم رحال.docx

(A. Alkarim Rahal) #1
مكان اخر حزمت حقائبها ومثلها فعلت زينب ورحلوا الي ,
عمارة حي المهندسين عملوا علي تنظيف البيت سويا من
الغبار وفضلت الحشرات واعشاش الطيور ونسيج العناكب
ورتبوا اغراضهم داخل الغرف الجديدة وهمت نضال بالرجوع
الي منزل والدها طالبه من زينب ان ل تفتح الباب للغرباء في
غيابها وان تستعين بالعين السحرية المثبته علي ابواب العمارة
لمعرفة الزوار وسوف تزورها كل يومين عم عبده الخفير ,
يجلس في كرسيه وحيدا بالمنزل ينتظر عودة عثمان من سفره
ليخبره عن تقاعده وانه لم يعد قادرا للعمل لكنه كان يجبر
نفسه ويتحامل عليها حتي يجد ابنه عمل والن قد وجد عمل مع
منظمة دوليه وبذلك استلم منه الرايه ليعيل السرة وحان

. الوقت لكي يستريح في اخر ايام عمره


بعدها بيومين عاد عثمان مرهقا مثقل بالمشاكل التي
اختلقها وتركها خلفه ليري الكآبه التي تسيطر علي بيته الذي
كان يدب بالنشاط والحيويه ليس هناك خدم ياتون ويذهبون ,
الخفير متانق بارقي ملبسه يجلس قرب الباب كانه مالك وسيد
المنزل جفت احواض الشجيرات من الماء حتي سقطت اوراقها
الجافة التي غطت الممشي الرخامي لكنها اكثر صبرا من
الزهار التي زبلت واصبحت هياكل جافة مغروزة بالرض
وتطاول العشب المنمق وفقد سحره وجماله اما الشجار تقف
كئيبه تتدلي افرعها نحو الرض والهواء الذي كان يلفحها
لتتراقص اصبح يارجحها كجثث متدلية شنقت بحبال متينه لم ,
يجد احد لكي يصرخ عليه ويامره بتنظيف المنزل ورعاية
حديقته لم يجد احد بالداخل لكن غرفه ابنته نضال بابها مفتوح
ا في الصالة ا القي نظرة عليها لم تكن بداخلها جلس مندهش
ويديه علي راسه ينتظر عودتها لتشرح له مايحدث في هذا
البيت واين ذهب الجميع خرجت نضال من الحمام لتتفاجا ,
بوالدها امامها تجمدت مكانها نزلت دموعها واختلطت بالماء
الذي يتساقط من شعرها غير المجفف اقترب منها واحتضنها
مربتا علي ظهرها اجلسها ببطء مستفسرا عن الحال اخبرته
وهي تبكي عن موت امها مريم وصرفها للخدم اتكأ بظهره علي
الكرسي واخذ يحدق باعلي السقف يمنع دموعه من السقوط

Free download pdf