وقد يبلغ فعل الستبداد بالمة إن يحول ميلها الطبيعي من
طلب الترقي إلي طلب ألتسفل,بحيث لو دفعت للرفعة
لبت وتألمت كما يتألم الجهر من النور وإذا ألزمت
بالحرية تشقي وربما تفني كما تفني البهائم الهلية إذا
أطلق سراحها وعندئذ يصير الستبداد كالعلق يطيب له
المقام علي امتصاص دم ألمه فل ينفك عنها حتى تموت
ويموت هو بموتها.
عبدا لرحمن الكواكبي