تفريغ جميع محاضرات فقه المقارن

(Yasir) #1
7

ومما يجدر التنبيه به هنا أن الصحابة رضوان الله عليهم لما كانوا يمارسون


التي عرفت الأصوليةالإجتهاد بالرأي لم يطلقوا على أضرب الاجتهاد مصطلحاته


والقياس بأنواعه وسد الذرائع وعموم فيما بعد كالإستحسان والمصالح المرسلة


البلوى وغيرها.


والمتتبع لما أثر عن الصحابة رضوان الله عليهم يجد أنهم قد مارسوا أنواعا من


الإجتهاد فمن ذلك اجتهادهم في فهم النصوص كاجتهاد أبي بكر الصديق رضي الله


معنى الكلالة في الآية الأخيرة من سورة النساء وقد فسرها بأنه عنه في تفسير


من لا أم له ولا ولد.


وكذلك اجتهاد في استخراج الأحكام فيما لم ينص فيه شيء كاجتهاد عثمان رضي


الله عنه وارضاه في استحداث الأذان الثاني لصلاة الجمعة حين كثر الناس و


ائع كاجتهاد الصحابة رضوان الله عليهم في اجتهادهم في تزيل الأحكام على الوق


منع سهم المؤلفة قلوبهم حين زال موجب الإعطاء والاجتهاد في الاستنباط من


في اسقاط الرجم عن المراءة التي أتي بها إلى عمر رضي النصوص كاجتهاد علي


الله عنه وارضاه وقد ولدت لستة أشهر فهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه


مها فبلغ ذلك علي بن أبي طالب فقال ليس عليها رجم لأن الله وارضاه برج


سبحانه وتعالى قال ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم


الرضاعة ... ) وقال عز وجل ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) أي ستة أشهر


حمله وحولين تمامه أي تمام الرضاعة لا رجم عليها.


ي زمن الصحابة رضوان الله عليهم .وهذا كان ف


إختلاف الصحابة في الفقه والاجتهاد


كان الخلاف الناشئ بين الصحابة رضوان الله تعالى عليهم قليلا بالنسبة إلى من


أتى بعدهم و هذا مهم لنا في قضية الفقه المقارن لأننا سنعرف ونفقه أسباب


اختلاف الصحابة رضوان الله عليهم وذلك راجع إلى صلاح قصدهم في طلب الحق


جتهاد وفق الأصول التي ولأنهم مارسوا الاوحسن تفقههم وصفاء بصيرتهم


أخذوها عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة أظف إلى ذلك أن اجتهادهم كان


واقعيا يجيب عن مسائل حادثة لا مفترضة ناهيك عن أنهم رضي الله عنهم يعملون


مبدأ الشورى بينهم ويحرصون على اجتماع القلوب ولم يختلفوا في أصول الدين

Free download pdf