h.q
(H.Q)
#1
اأنها لي�ست ل��ك، لكن خذها. فيها حاجاتك: القلم اأع��رف -
والدفتر والخم�سة دنانير. الله وكيلك لم تنق�س غير المن�سورات.
ا. قال اإليه با�سمئزاز، ثم تناولت الحقيبة وبقيت واقفً نظرت
ال�سابط المحقق وهو ي�سير براأ�سه:
اأن تفعل م��ا ت��ري��د: ت��وزع من�سورات، تحرك - الأن ت�ستطيع
مظاهرات، تقلب الكرة الأر�سية. كل �سيء م�سموح به الآن. اذهب
يا �سالح. اذهب ودافع عن الوطن.
عدلت من و�سع ج�سمي في المعطف وم�سيت. �سعري محلوق على
اأي وطن؟ ال�سفر، وقمي�سي ممزق عند الكتف، وظهري يوؤلمني.
اأدافع عن الوطن؟ هل اأنا �سالح �سلامة عو�س اأن لماذا يطلب مني
ثم "عليك وعلى من خلفوك"اأنه ا�ستقبلني بالب�سق في وجهي ن�سي
مع غيره بال�سياط والب�ساطير؟ اعلموا يا من �سجنتموني تناوب عليّ
اأن التاريخ يعيد نف�سه ويهزاأ بكم. �سياأخذ الأعداء البناية ويحولونها
اأنا واأنتم �سنقاومهم. ا كما فعلتم. لن نركع ون�سلم لهم بالأمر، �سجنً
اأ�سرى ونلتقي في هذا المكان، ال�سجن وال�سجان هذه المرة. قد نقع
من اأنف�سكم.ربما اأن�سى اإ�ساءتكم لكنكم �ستموتون خجلاً
اأم���ام البوابة الوا�سعة، جماهير م��ن� سكان المدينة والقرى
المجاورة، من بينهم طلاب وفلاحون وبوؤ�ساء، وعجائز م�سمرات
عن �سيقانهن، وبع�سهن حا�سرات الروؤو�س، و�سيوخ واأطفال، يلوحون
اأيديهم، وي�سرخون:
- الموت ول المذلة.
- اأعطونا ال�سلاح وخذوا الأرواح.
اإليه العيون. اعتلى �سرطي البوابة. ارتفعت الأعناق، وتطلعت
قال ب�سوت عال:
ل �سلاح ول حتى ف�سكة، اركنوا اإلى بيوتكم. لي�س عندنا - اذهبوا
اإ�سرائيل اإلى جي�س العروبة، فهو الذي يقاتل و�سينت�سر. المعركة مع
اإذاع��ة العدو واإذاع��ة لندن. طائرات العدو ل ت�سدقوا م�ستمرة.
اأر�س المعركة، والرجال ي�سنعون المعجزات في ت�سقط كالذباب على
بر.الجولن و�سيناء وجبل المكّ
ت�سدت له فلاحة:
."مرتك"- ارم �سلاحك، واذهب لتنام مع
و�ساح �سيخ متهالك:
اأكبر! يكفينا - العدو على ال�سريعة والقناة، وتقول انت�سرنا. الله
كذب وف�سر.
اأعرفه. بحثت بين الوجوه عن وجه هدى، اأو اأمي، اأو اأي اإن�سان
كلها وج��وه غريبة، لكنها مت�سابهة في قلقها، واألوانها المائلة اإلى
اأختنق. الآلم ثارت في ظهري، والعرق �سال ال�سمرة. �سعرت باأني
على الخدو�س التي �سنعتها اللكمات وال�سياط. تراجعت عن خلع
لأتحمل "المعطف، حين تذكرت قمي�سي الممزق، وقلت في نف�سي:
."ا اأمام النا�سًالعذاب على الظهور عاري
برزت من جهة الغرب طائرات مقاتلة، اقتربت من الأر�س، اأطلق
�سرطي عليها النار من م�سد�سه. دار المكان من هديرها، و�سعت