88
اأن كنت في اإلى البلد، الآن تموت تحت خيمة �سغيرة، بعد رفاتك
قريتك تفلح الأر����س، وترعى الغنم، وتغني الم��واوي��ل والعتابا في
الجبال وال�سهول، الله يعلم متى تظل عظامك في مقبرة المخيم،
تنتظر العودة اإلى تراب البلد.
�ير راب��ع��ة زوج��ة اإلى بيوتهن، لم يتبق غ�ب���داأت الن�ساء يعدن
المرحوم، وو�سحة زوجة المختار، ثم ا�ستاأذن الرجال بالن�سراف،
وا�ستاأذن والدي.
ا يفكر في تدبير نفقات الوليمة. ًفي الطريق، ظل والدي �سامت
لبن عمه؟ لم لماذا تطوع لذلك؟ لماذا لم يترك الأم��ر للمختار اأو
اأمي بيعت، واآخر ثوب لها بيع. تذكرت يبق عندنا �سيء يباع: حلي
المن�سور، قلت لأنقذه من حالة ال�سرود:
ا يوزع المن�سورات �سد الحكومة، ح�سلت ملثمً -راأيت الليلة رجلاً
على من�سور منها.
�ساأل بده�سة:
- وهل عرفته؟ لماذا حملت المن�سور؟ ناق�سنا وجع الرا�س؟
ندمت لحماقتي، وقلت:
- لم اأتعرف عليه و�سط العتمة. اأما المن�سور ف�ساأقروؤه واأرميه.
- ل، يا ابني، مزعه الآن.
ولم ينتظر، خطفه من جيبي، مزقه وهو يقول:
ل ترجع البلاد! ابعد عن معاداة الحكومة، وانتبه - المن�سورات
ناأكل اللقمة اإل اأنت ترى حالنا، للم�ستقبلك، اÑ يخليك يا ابني!
ب�س الأنف�س.
خفت اأن اأ9ساعف ا%لم، ف�ساألت لأغير وجهة الحديk:
- �ستدفنون ال�سيt �سابر في مقÄة المخيم؟
نظر اإلى ناحية ال�سر تنهد واأجاب:
ا.- نعم. يبدو اأÁ �ساأدفن فيها اأي¦سً
- بعد عمر طويل، يا والدي!
اأم@@ي ترت ملاب�سنا، واإخ@@وت@@ي نا)مون، رفعت دخلنا الخيمة،
راأ�سها، ق¦سمت الخي باأ�سنانها، وقالت:
- مات ال�سيt �سابر، يا ح�سرتي علي!
ارتمى والدي بالقرب منها، �ساألت:
- من اأخذ وليمة المرحوم؟
اعتد في جل�ست، واأجابها:
- نحن يا �سبحة، من غيرنا اأح بها؟ نحن جيران.
نظرت اإلي بحيرة وت�ساوؤ، فقا:
- نعم. الواجب واج@@ب، ال�سيt �سابر-اÑ يرحم! ك@@ان نعم
الجار.
اأطرقت ب�سمت، .م تظاهرت بعدم الهتمام، دار في ذهني
اأنها ما زالت تتخيل الغنم في الحظيرة، والطحين في الخابية، وفي