h.q
(H.Q)
#1
اأ�ساهد واجهة الم�سجد وبع�س الن�سوة ينتظرن. قلت في نف�سي، واأنا
لو ي�سقط تكتمل الم�سيبة! "الأمامية المت�سققة:
غ�ست قاعة الم�سجد الوا�سعة بالنا�س بع�سهم يجيئون ويروحون
و�سط �سراخ الأطفال وبكائهم واآخرون متكومون حول بوابير الكاز،
وفي الجو انت�سرت روائح الطعام، مختلطة بروائح الدخان، وبراز
الأطفال والعجائز.
ا نحط فيه، فوقفنا بالباب، بالقرب منا كانت امراأة لم نجد مكانً
اأح�س ال��زوج بواجبه فاأبعد زوجته وزوجها وطفلاهما النائمان.
اأغرا�سهما حتى ات�سع المكان، فاألقينا اأنف�سنا ، ولملم والطفلين قليلاً
وما نحمله في تلك الم�ساحة ال�سغيرة.
اأمي ال�سرة عن راأ�سها، اإلى باكورته، ورمت ا جل�س والدي م�ستندً
ثم و�سعت عودة على الأر���س، فانطلق بال�سراخ. قلت في نف�سي:
. وتناولت البابور "يحتج على المكان، بعد قليل يعتاد على الجو"
واأ�سعلته، انت�سر الدفء، تخفف يا�سر وفاطمة من ملاب�سهما، اأما
عودة فلم يتوقف عن البكاء، قال اأبي:
- الولد جوعان يا �سبحة.
ا، ق�سمت منه قطعة، واأعطته اأخرجت رغيفً اأمي ال�سرة، فتحت
اأبعدها عنه وا�ستمر بالبكاء، لم تدر كيف ت�سكته، فو�سعت اإياها،
اإليه والدموع تن�ساب على وجنتيها. حاولت يدها على خدها، ترنو
اأ�سرع والدي، حمله اإ�سكاته فلم ي�سكت، كما حاول يا�سر وفاطمة
بين يديه:
- �ساأرميك في المطر والبرد!
تعلقت اأمي بهندامه ثم اختطفته منه.
- ا�سبر يا �سلامة! اتركنا بهمنا!
وم�سى وقت طويل حتى �سكت وراح في النوم.
دخ��ل ال�سيخ قا�سم ينف�س الثلج عن ملاب�سه. وق��ف بالباب،
اإن ال��روح مازالت ت�سافحنا، ثم �ساألني عن الخ�سائر قلت ل��ه:
:بالأج�سام. اأما الممتلكات فتحت الثلج، ابت�سم قائلاً
�س، خرجنا من البلد، وقد تدمر ّ- المهم الحياة، وكل �سيء يعو
كل �سيء، و�سرعان ما بداأنا من جديد.
تدخل الرجل الذي اأ�سبح جارنا، و�ساأل ببرود:
- هل �ستقيم �سلاة الظهر، يا �سيخ قا�سم؟
اأن نقيم �سلوات الجنازة حتى نقيم �سلاة الظهر، - لم ن�ستطع
كثيرون ماتوا من البرد، ودفنوا دون اأن ي�سلى عليهم.
في هذه اللحظة، انطلقت الم��راأة التي قبالتنا بالنحيب. قالت
اإنها تذكرت طفلها الذي مات من البرد، وتركته تحت الخيام، اأمي
وجاءت مع زوجها وبقية اأولدها اإلى الم�سجد، قال الرجل:
- ل حول ول قوة اإل بالله! لم اأعلم هذا اإل الآن.
واجتمعت اأمي وزوجته على المراأة تهدئانها.
اأمي في اأح�سرته تناولنا الع�ساء قبل المغرب، من الخبز الذي
اإخوتي، فاألقت ال�سرة، ثم وزعنا ما تبقى على جيراننا الجدد، ونام