laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
يكن ليخالف تقاليد عائلته. وقد تقدم لخطبة أخت سمية الكبيرة ستة رجال، رفضهم زياد جميعا
لنهم فقراء، حتى أتى رجل سابع غني وافقت عليه أخت سمية، فوافق زياد على زواجهما.
أخبرت سمية أمينا بكل هذا، وأنه من المستحيل أن يوافق عليه أبوها.
وهكذا انتقل الحباط الذي بداخلها كأنه عدوى إلى أمين، وبات كلهما يئن ويعاني منه.
تفكر أمين في كل هذا الكلم جيدا، وبتمعن. وبعد تفكر عميق، توصل إلى الحل، وهو أن يصير
غنيا، وقد آمن بذكائه وبقدرته على ذلك، وأيقن أن الحظ ل بد أن يرضخ له؛ لن الحب بينه وبين
سمية أقوى من أي شيء في الكون.
وبعد أيام، التقى سمية من جديد.
قال أمين: سمية، لقد وجدت حل لمعضلتنا.
فردت بلهفة: وما هي؟ أرجوك أخبرني، وأرحني.
فأجاب: سمية، أعدك بأن أصير غنيا، وأن أعود لخطبتك بعد ذلك، وبالتأكيد سيوافق أبوك
حينئذ.
لم تصدق سمية ما يقول، وأحست أنه شيء مستحيل؛ فهو فقير جدا، وأبوها غني جدا، ومن
المستحيل أن يصل أمين لمقدار غنى والدها، وحتى لو افتُرضَ ذلك جدل، فذلك يحتاج سنوات
طويلة وربما عمرا بأكمله.
شعرت سمية بالحباط، ونظرت بيأس إلى الرض.
فقال أمين: أرجوك، ل تستسلمي. أعدك بأنني سأنجح.
ثم أضاف: سمية، ل تقبلي الزواج من أي رجل يتقدم لك. أنت أخبرتني أن أباك ل يمكن وأن
يجبرك على الزواج. أريدك أن تظلي ترفضي كل من يتقدم إليك حتى أرجع لك. وأعدك بأنني
سأعود وبأنني لن أتأخر كثيرا... أرجوك، اصبري... من أجلي... ومن أجلنا.
شعرت سمية بارتياح نوعا ما من كلمه، ثم قالت: حسنٌ، أعدك أنني سأصبر، حتى لو انتظرت
مدى العمر من أجلك، حتى لو باغتتني المنية وأنا لما أتزوج بعد.
***
استمر أمين بالتفكير بعمق وروية وتركيز فيما سيفعله، ليتمكن من إقناع زياد بأن يقبل تزويجه
من سمية.
وبعد كل هذا التفكير، توصل إلى أنه يجب أن يبدأ رحلة البحث عن الثراء. وثق أنه سينجح؛
فمنذ صغره امتاز بالذكاء والفطنة، وهو أمر علمه جيدا كما علمه كل من حوله. وقد امتاز
بالتفاؤل، وآمن دوما أن الحظ يبتسم للعظماء الذين يبذلون جهودا كبيرة لتحقيق أحلمهم.